وزعموا أن الأمة لا تكون فراشًا. والخبر إنما ورد في الأمة، وفي وليدة زمعة. فذكر أن عبد الله بن زمعة قال:"هو أخي، وابن وليدة أبي، ولد على فراشه". وقال سعد:"هو ابن أخي عتبة بن أبي وقاص" فقال صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" فجعل صلى الله عليه وسلم فراشًا. فحفظ النسب يمنع من هذا.
وكذلك لو قال في السؤال عن ماء البحر:"الماء طهور لا ينجسه شيء" أو سؤال عما وقعت فيه النجاسة، وهو دون القلتين فنقل مجرد اللفظ العام دون السؤال لجاز أن يتسلط مجتهد بضرب من القياس إلى تنجيس ماء البحر وما دون القلتين إذا كان يحمل الخبث عنده، فيكون قد أخرج باجتهاده نفي ما قصد بيان الحكم فيه، وإن كان بيانًا لغيره أيضًا.
وإذا كان ذلك كذلك سقط ما قالوه من أنه لا فائدة في نقل السبب والسؤال إلا ما ذكر.
ويقال لمن اعتل بهذا ممن ينكر العمل بأخبار الآحاد، ومن ينكر العمل