للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاخرات زروعها في ذراها … وأخاض العيدان والجبار

فأين صنيع قومك الجلة، من صنيع محرقي البعر والجلة، لما أمنوا اللهفان، وخوفوا أسد خفان (١)، وأفنت نارهم الغضى والأفان (٢):

ضربوا بمدرجة الطريق قبابهم … يتقارعون بها على الضيفان

فلم يبق إلا الجلة والبعر، أو خالفة طرافٍ من أديم أو بيت من الشعر خلوا فتحللوا، وعلوا وتجللوا:

• هناك إن يستخبلوا المال يخبلوا (٣)

غنوا بالجلة عن الجليل، ومن الحلة بالشليل (٤)، وبالخوذ عن العوذ، وبالحلق عن الخرق، والسندس والاستبرق، من كل مدجج:

سمر القنا بإهابه … أولى من السربال

ما أكل ذو جار لهم بهواه (٥)، ولا استأثر على من حلّ ربعه وثواه (٦)، متى جاع أنشد أم مثواه، أيا ابنة مالك وابنة عبد اللّه (٧):


بن ساعدة بن عامر الخزرجي. الأمالي (٢: ٥٨). وإلى عبد الرحمن بن محصن النجاري التنبيه للبكرى ٩٥. وإلى خالد بن صفوان. اللسان (خرس). والتخرسة: طعام النفساء.
(١) خفان: مأسدة قرب الكوفة.
(٢) الأفانى: شجر بيض، واحدته أفانية، ويسمى كذلك ما دام رطبا، فإذا يبس فهو الحماط.
(٣) صدر بيت لزهير في ديوانه ١١٢. وعجزه:

• وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا …
(٤) الحلة، بالضم: القميص والإزار والرداء. والشليل: غلالة تلبس فوق الدرع.
(٥) بهواه، أي بما يهوى، والمعنى أنه يخضع لجاره فيما يطعم، يحكمه في ذلك، مبالغة في الرعاية. في الأصل: «ذو جارهم بهداه».
(٦) يقال ثوى بالمكان وثواه أيضا.
(٧) نظر إلى قول حاتم الطائي - وليس في ديوانه -:
أيا ابنة عبد اللّه وابنة مالك … ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد
الحماسة ١٦٦٧ بشرح المرزوقي. والبيت التالي هو قرين هذا البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>