للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأيدع: شجر يشبه الدّلب (١). إلّا أنّ أغصانه أشد تقاربا من أغصان الدلب، لها وردة حمراء ليست تجد طيب الريح (٢) وليس لها ثمر، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر شيء من أغصانها وعن السدر والتنضب والشبهان (٣) لأن هؤلاء جميعاً ذوات ظلال يسكن الناس فيها (٤) من البرد والحر. وللتنضب (٥) ثمر يقال له الهمقع، يشبه المشمش (٦) يؤكل طيباً. وللسرح (٧) ثمر يقال له الآء (٨) يشبه الموز وأطيب منه، كثير الحمل جداً.


(١) أبو حنيفة: الدلب: شجر يعظم ويتسع ولا نور له ولا ثمر، وهو مفرض الورق واسعه شبيه بورق الكرم، واحدته دلبة.
قال ياقوت: واللغويون غير عرام بن الأصبغ مختلفون في الأيدع، فمنهم من قال إنه الزعفران، محتجا بقول رؤبة:

• كما اتقى محرم حج أيدعا …
والبعض يقول: إنه دم الأخوين، ومنهم من قال إنه البقم، والصواب عندنا قول عرام، لأنه بدوي من تلك البلاد، وهو أعرف بشجر بلاده. ونعم الشاهد على قول عرام قول كثير حيث قال:
كأن حمول القوم حين تحملوا … صريمة نخل أو صريمة أيدع
(٢) ياقوت: «ليس بطيب الريح».
(٣) هذه الكلمة ساقطة من ياقوت. وهو بفتح الشين والباء وضمها: ضرب من العضاه.
(٤) ياقوت: «دونها».
(٥) في الأصل: «وللسدر»، تحريف. والمعروف في ثمر السدر أنه النبق، وأما «الهمقع» بضم الهاء وفتح الميم مخففة ومشددة أيضا فهو ثمر التنضب، الواحدة همقعة، كما في اللسان والمخصص (١١: ١٨٨). بل قال كراع: إن الهمقع هو التنضب بعينه. ولم يذكر ياقوت هذه العبارة، وذكرها البكري في (أرثد).
(٦) شك ابن دريد في صحة عربيته. وهو بكسر الميمين وفتحهما وضمهما، كما في تاج العروس. وذكر داود الأنطاكي المتوفى سنة ١٠٠٨ أنه يعمل منه ما يسمى «قمر الدين».
(٧) هذا استطراد منه، وإلا فإنه لم يسبق له ذكر. والسرح: جمع سرحة، وهو شجر كبار عظام يحل الناس تحتها في الصيف ويبتنون البيوت.
(٨) في الأصل: «اللسكاى». والمعروف في ثمر السرح أنه «الآء»، الواحدة «آءة». وفي المخصص (١١: ١٨٩): وللسرح عنب يسمى الآء واحدته آءة، يأكله الناس ويرتبون منه الرب. وله أول شيء برمة يخرج فيها هذا الآء، وهو يشبه الزيتون. ولا تناقض بين تشبيه عرام له بالزيتون وتشبيه ابن سيده له بالموز، فقد يكون أحد الشبهين للشكل، والآخر للطعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>