للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجاوز عين (النازية (١)) فيرد مياها (٢) يقال لها (الهدبيّة (٣)) وهي ثلاثة آبار ليس عليهن مزارع ولا نخل ولا شجر، وهي بقاع كبير (٤) يكون ثلاثة فراسخ في طول ما شاء الله (٥)، وهي لبني خفاف بين حرتين سوداوين، وليس ماؤهن بالعذب، وأكثر ما عندها من النّبات الحمض.

ثم ينتهى إلى (السّوارقية (٦)) على ثلاثة أميال منها، قرية غناء كثيرة الأهل، فيها منبر ومسجد جماعة (٧) وسوق كبيرة تأتيها التجار من الأقطار، لبني سليم خاصة. ولكل [من (٨)] بني سليم منها شيء، وفي مائها بعض ملوحة. ويستعذبون (٩) من آبار في واد يقال له (سوارق)، وواد يقال له (الأبطن (١٠)) ماء خفيفاً عذباً. ولهم مزارع ونخيل كثيرة وفواكه، من موز وتين، ورمان، وعنب، وسفرجل، وخوخ، ويقال له الفرسك (١١). ولهم


(١) كلمة النازية لم يظهر في الأصل منها إلا (النا).
(٢) في الأصل (مياه)، وصوابه في البكري، وعند ياقوت (الهدبية): «ماءة».
(٣) في الأصل: «العدمة» صوابه من ياقوت والبكري ٩٩.
(٤) القاع: أرض واسعة سهلة مطمئنة مستوية لا حزونة فيها ولا ارتفاع، تنفرج عنها الجبال والآكام. وعند ياقوت: «بقاع كبيرة»، جمع بقعة، وكذا عند البكري ٩٩:
«في بقاع واسعة».
(٥) في الأصل: «ما سال منه»، صوابه من ياقوت والبكري.
(٦) بضم السين وفتحها. ويقال أيضا: «السويرقية»، بلفظ التصغير.
(٧) ياقوت عن عرام: «جامع».
(٨) التكملة من ياقوت.
(٩) الاستعذاب: استقاء الماء العذب. وفي الحديث أنه «كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا»، أي يحضر له منها الماء العذب.
(١٠) كذا ضبط بضم الطاء في ياقوت (السوارقية) والبكري (أبلى).
(١١) وقيل فاكهة مثل الخوخ في القدر. وقال الجوهري: «ضرب من الخوخ ليس يتفلق عن نواه» وقيل: هو التين. قال شمر: «سمعت حميرية فصيحة سألتها عن بلادها، فقالت: النخل قل، ولكن عيشتنا امقمح، امفرسك، امحماط. طوب - أي طيب - فقلت لها: ما الفرسك؟ قالت: هو أمتين عندكم». ولفظ الفرسك ورد في الفارسية بمعنى الخوخ: APeach. استينجاس ٦١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>