فَإِنْ تُصِبْكَ مِنْ الْأَيَّامِ دَاهِيَةٌ ... لَمْ تَبْكِ مِنْهَا عَلَى دُنْيَا وَلَا دِينِ
وَقَالَ آخَرُ:
خَنَازِيرُ نَامُوا عَنْ الْمَكْرُمَاتِ ... فَنَبَّهَهُمْ قَدَرٌ لَمْ يَنَمِ
فَيَا قُبْحَهُمْ فِي الَّذِي خُوِّلُوا ... وَيَا حُسْنَهُمْ فِي زَوَالِ النِّعَمِ
وَقَالَ آخَرُ:
كَأَنَّ رِيحَهُمْ فِي خُبْثِ فِعْلِهِمْ ... رِيحُ الْكِلَابِ إذَا مَا مَسَّهَا الْمَطَرُ
وَقَالَ آخَرُ:
لَوْ كُنْتَ مَاءً كُنْتَ غَيْرَ عَذْبِ ... أَوْ كُنْتَ سَيْفًا كُنْتَ غَيْرَ عَضْبِ
وَقَالَ آخَرُ:
لَوْ كُنْتَ بَرْدًا كُنْتَ زَمْهَرِيرَا ... أَوْ كُنْتَ رِيحًا كَانَتْ الدَّبُّورَا
أَوْ كُنْتَ غَيْمًا لَمْ يَكُنْ مَطُورَا ... أَوْ كُنْتَ مَاءً لَمْ يَكُنْ طَهُورَا
وَمَدَحَ الْوَزِيرُ ابْنُ هُبَيْرَةَ الْخَلِيفَةَ الْمُسْتَنْجِدَ بِاَللَّهِ وَبَالَغَ وَفِي آخِرِهِ:
وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّنِي جَالِبٌ ... مِنْ الشِّعْرِ تَمْرًا إلَى أَهْلِهِ
وَقَالَ لَهُ يَوْمًا الْمُسْتَنْجِدُ بِاَللَّهِ لِمَ لَا يَكُونُ رِيحُ التُّفَّاحِ الْأَصْفَهَانِيِّ بِهَا كَمَا نَجِدُهُ عِنْدَنَا؟ فَأَنْشَدَهُ:
يَكُونُ أُجَاجًا دُونَكُمْ فَإِذَا انْتَهَى ... إلَيْكُمْ يَلْقَى طِيبَكُمْ فَيَطِيبُ
فَأَنْشَدَهُ الْمُسْتَنْجِدُ بِاَللَّهِ يَمْدَحُهُ:
فَلَوْ رَامَ يَا يَحْيَى مَكَانَكَ جَعْفَرُ ... وَيَحْيَى لَكَفَى عَنْهُ يَحْيَى وَجَعْفَرُ
وَلَوْ قِسْتَ يَا يَحْيَى بِيَحْيَى بْنِ بَرْمَكٍ ... لَكُنْتَ لَدَى الْأَقْوَامِ أَعْلَى وَأَفْخَرُ.