للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذَا الزَّمَانُ الْآخِرُ الْكَدِرُ الَّذِي ... تَزْدَادُ شِرَّتُهُ وَيَنْقُصُ حِلْمُهُ

وَهَتْ الْأَمَانَةُ فِيهِ وَانْفَصَمَتْ عُرَى التَّ ... قْوَى بِهِ وَالْبِرُّ أَدْبَرَ نَجْمُهُ

كَثُرَ الرِّبَا وَفَشَا الزِّنَا وَنَمَا الْخَنَا ... وَرَمَى الْهَوَى فِيهِ فَأَقْصَدَ سَهْمُهُ

ذَهَبَ النَّصِيحُ لِرَبِّهِ وَنَبِيِّهِ ... وَإِمَامِهِ نُصْحًا تَحَقَّقَ عَزْمُهُ

لَمْ يَبْقَ إلَّا عَالِمٌ هُوَ مُرْتَشٍ ... أَوْ حَاكِمٌ تَخْشَى الرَّعِيَّةُ ظُلْمَهُ

وَالصَّالِحُونَ عَلَى الذَّهَابِ تَتَابَعُوا ... فَكَأَنَّهُمْ عِقْدٌ تَنَاثَرَ نَظْمُهُ

لَمْ يَبْقَ إلَّا رَاغِبٌ هُوَ مُظْهِرٌ ... لِلزُّهْدِ وَالدُّنْيَا الدَّنِيَّةُ هَمُّهُ

لَوْلَا بَقَايَا سُنَّةٍ وَرِجَالُهَا ... لَمْ يَبْقَ نَهْجٌ وَاضِحٌ نَأْتَمُّهُ

يَا مُقْبِلًا فِي جَمْعِ دُنْيَا أَدْبَرَتْ ... كَبِنَاءٍ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ هَدْمُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>