وأما الدليل على أن هذا المتلو يسمى قرآناُ فقوله تعالى:{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ}[الإسراء:٨٨].
فالذي تحدى الله العرب أن يأتوا بمثله وجعله معجزة لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وأخبر أنهم لا يأتون بمثله هو هذا القرآن والسور والآيات، فأما ما في نفس الباري من الكلام فلا سبيل للعرب، ولا لأحد من الخلق إلى سماعه، ولا إلى معارضته.
ويدل على ما قلنا قوله تعالى:{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:١٩]، فقال:{هَذَا الْقُرْآنُ}[الأنعام:١٩] و (هذا) إشارة إلى شيء موجود مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما في نفس الباري ليس بموجود معه، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أنذرهم بما يتلى في هذه السور والآيات" (١).
وقال أيضًا في الجواب عن قول الغزالي بأن القرآن اسم مشترك بين الصفة القديمة وبين العبارات الدالة عليه: "لا نسلِّم أن المراد بالقرآن وبقول الله وبكلام الله في جميع الإطلاقات إلا هذا المسموع المفهوم المتلو.