وقال أيضًا:"ومن قال: إنّ القرآن عبارة عن كلام الله تعالى وقع في محذورات:
أحدها: قولهم "إن هذا ليس هو كلام الله"، فإن نفي هذا الإطلاق خلاف ما عُلم بالاضطرار من دين الإسلام، وخلاف ما دل عليه الشرع والعقل.
والثاني: قولهم: "عبارة" إن أرادوا أن هذا الثاني هو الذي عبر عن كلام الله تعالى القائم بنفسه، لزم أن يكون كل تال معبرًا عما في نفس الله تعالى. والمعبر عن غيره هو المنشئ للعبارة، فيكون كل قارئ هو المنشئ لعبارة القرآن. وهذا معلوم الفساد بالضرورة.
وإن أرادوا أنّ القرآن العربي عبارة عن معانيه، فهذا حق، إذ كل كلام فلفظه عبارة عن معناه، لكن هذا لا يمنع أن يكون الكلام متناولاً للفظ والمعنى ...
ثم إذا عرف مذهبهم بقي خطؤهم في أصول:
منها: زعمهم أن معاني القرآن معنى واحد هو الأمر والنهي والخبر، وأن معنى التوراة والإنجيل والقرآن معنى واحد، ومعنى آية الكرسي معنى آية الدين. وفساد هذا معلوم بالضرورة.
ومنها: زعمهم أنّ القرآن العربي لم يتكلم الله به" (١).