للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وقال الحافظ الذهبي: "وكان [أي: ابن كلاب] يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة. وهذا ما سُبق إليه أبدًا، قاله في معارضة من يقول بخلق القرآن" (١).

- وقال بدر الدين الزركشي الشافعي الأشعري (المتوفى: ٧٩٤ هـ): "أصحابنا لما أثبتوا الكلام النفسي، وأن الله تعالى لم يزل آمرا ناهيا مخبرا. قيل عليهم من قبل الخصوم القائلين بحدوثه: إن الأمر والنهي بدون المخاطب عبث، فاضطرب الأصحابُ في التخلص من ذلك على فرقتين:

إحداهما: قالت: إن المعدوم في الأزل مأمور على معنى تعلق الأمر به في الأزل على تقدير الوجود، واستجماع شرائط التكليف لا أنه مأمور حال عدمه، فإن ذلك مستحيل، بل هو مأمور بتقدير الوجود، بمعنى أنه يجوز أن يكون الأمر موجودًا في الأزل، ثم إن الشخص الذي سيوجد بعد ذلك يصير مأمورًا بذلك الأمر.

وهذا مفرّع على إثبات كلام النفس، ولم يقل به إلا الأشاعرة، هكذا نقلوه عن الشيخ أبي الحسن منهم ابن القشيري ... " (٢).


(١) سير أعلام النبلاء (١١/ ١٧٥).
(٢) البحر المحيط في أصول الفقه (٢/ ٩٨ - ٩٩) دار الكتبي، ط/ الأولى، ١٤١٤ هـ.

<<  <   >  >>