للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحافظ أبو القاسم التيمي الأصبهاني: "والدليل على أنّ الكلام لا يفارق المتكلم، أنه لو كان يفارقه لم يكن للمتكلم إلا كلمة واحدة، فإذا تكلم بها لم يبق له كلام، فلما كان المتكلم قادراً على كلمات كثيرة بعد كلمة دل على أن الكلمات فروع لكلامه الذي هو صفة له ملازمة" (١).

وقال الإمام يحيى ابن أبي الخير العمراني: "إلزام واعتراض ذكره الغزالي أيضا في الاقتصاد: إن قال قائل: هل كلام الله حالّ في المصحف أم لا، فإن كان حالا فكيف حلّ القديم في المحدث، وإن قلتم: لا، فهو خلاف الإجماع أن في المصحف القرآن، بدليل أنه يحرم على المحدث مسه ...

والجواب أن يقال: أما قولك: إنه حالّ في المصاحف عبارة غير مرضية، لأنّ الحلول صفة الأجسام يقال حل يحُل بالمكان بضم الحاء في المستقبل إذا نزل به، وحل الدَّين يحِل بكسر الحاء في المستقبل إذا وجب، وحلّ الشيء يحِل بكسر الحاء إذا حل فعله، وإنما يقال القرآن موجود في المصاحف ومكتوب ومسطور" (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "واتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.


(١) الحجة في بيان المحجة (٢/ ٢٠٤).
(٢) الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (٢/ ٥٩٣ - ٥٩٥).

<<  <   >  >>