للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى قولهم "منه بدأ" أي هو المتكلم به لم يخلقه في غيره كما قالت الجهمية من المعتزلة وغيرهم أنه بدأ من بعض المخلوقات وأنه سبحانه لم يقم به كلام.

ولم يُرد السلفُ أنّه كلامٌ فارق ذاته، فإن الكلام وغيره من الصفات لا تفارق الموصوف، بل صفة المخلوق لا تفارقه وتنتقل إلى غيره، فكيف تكون صفة الخالق تفارقه وتنتقل إلى غيره. ولهذا قال الإمام أحمد: كلام الله من الله ليس ببائن منه، وردّ بذلك على الجهمية المعتزلة وغيرهم الذين يقولون: كلام الله بائن منه خلقه في بعض الأجسام.

ومعنى قول السلف "إليه يعود" ما جاء في الآثار إن القرآن يسرى به حتى لا يبقى في المصاحف منه حرف، ولا في القلوب منه آية.

وقد قال الله تعالى عن المخلوق {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف:٥]، ومع هذا فكلمة المخلوق لا تفارق ذاته وتنتقل إلى غيره.

<<  <   >  >>