ثم بعض من يحسن الظن بهؤلاء النقلة قد يحكي هذا المذهب عمن حكوه عنهم ويذم ويبحث مع من لا وجود له، وذمّه واقع على موصوف غير موجود نظير ما صرف الله عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال:«ألا تعجبون من قريش يشتمون مذمما وأنا محمد».
وهذا نظير ما تحكي الرافضة عن أهل السنة من أهل الحديث والفقه والعبادة والمعرفة أنهم ناصبة، وتحكي القدرية عنهم أنهم مجبرة، وتحكي الجهمية عنهم أنهم مشبهة، ويحكي من خالف الحديث ونابذ أهله عنهم أنهم نابتة وحشوية وغثاء وغثرا. إلى غير ذلك من الأسماء المكذوبة.
ومن تأمل كتب المتكلمين الذين يخالفون هذا القول وَجَدهم لا يبحثون في الغالب أو في الجميع إلا مع هذا القول الذي ما علمنا لقائله وجودًا" (١).