للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما استدلالهم بأن القرآن متصف بما هو من صفات المخلوقين وسمات الحدوث من التأليف والتنظيم والإنزال، وكونه عربيًا مسموعًا فصيحًا معجزا إلى غير ذلك، فإنما يقوم حجة على الحنابلة لا علينا؛ فإنا قائلون بحدوث النظم، وإنما الكلام في المعنى القديم" (١).

وقال أيضًا: "لا نزاع في إطلاق اسم القرآن وكلام الله تعالى بطريق الاشتراك أو المجاز المشهور شهرة الحقائق على هذا المؤلف الحادث، وهو المتعارف عند العامة والقراء والأصوليين والفقهاء، وإليه ترجع الخواص التي هي من صفات الحروف وسمات الحدوث" (٢).

وقال أيضًا: "فإن قيل: لو كان كلام الله تعالى حقيقة في المعنى القديم، مجازاً في النظم المؤلّف لصح نفيه عنه، بأن يقال: ليس النظم المنزل المعجز المفصل إلى السور والآيات كلام الله تعالى. والإجماع على خلافه. وأيضًا المعجز المتحدى به هو كلام الله حقيقة مع القطع بأن ذلك إنما يتصور في النظم المؤلف المفصل إلى السور والآيات، إذ لا معنى لمعارضة الصفة القديمة.

قلنا: التحقيق أنّ كلام الله تعالى اسم مشترك بين الكلام النفسي القديم، ومعنى الإضافة كونه صفة لله تعالى، وبين اللفظي الحادث المؤلّف من السور والآيات، ومعنى الإضافة أنه مخلوق لله تعالى ليس من تأليفات المخلوقين" (٣).


(١) شرح العقائد النسفية (ص: ٤٤) تحقيق: أحمد حجازي السقا، مكتبة الكليات الأزهرية - القاهرة، ١٤٠٨ هـ.
(٢) شرح المقاصد في علم الكلام (٢/ ١٠٢).
(٣) شرح العقائد النسفية (ص: ٩٤ - ٩٥).

<<  <   >  >>