للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سليمان بن داود الهاشمي: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وإن كان القرآن مخلوقًا كما زعموا فلِمَ صار فرعون أولى بأن يخلّد في النار إذ قال: أنا ربكم الأعلى، وزعموا أن هذا مخلوق، والذي قال: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني، هذا أيضا قد ادعى ما ادعى فرعون، فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار من هذا، وكلا منهما عنده مخلوق، فأُخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه" (١).

وقال أحمد بن حنبل: "من زعم أن هذه الآية مخلوقة {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه:١٤] فقد كفر، ومن زعم أن هذه الآية مخلوقة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (١٥) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ} [النازعات:١٥ - ١٦] وقال الله: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة:١٣] فالقول ممن هو؟ إنما هو منه، والقرآن من علم الله فمن زعم أن من علم الله شيئًا مخلوق فقد كفر" (٢).

وقال أيضًا: "القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوق" ثم قال: "جبريل حين قاله للنبي - صلى الله عليه وسلم - كان منه مخلوقًا؟ والنبي حين قاله كان منه مخلوقا؟ هذا من أخبث قول وأشره" ثم قال: "بلغني عن جهم أنه قال بهذا في بدء أمره" (٣).


(١) خلق أفعال العباد (ص: ٣٦).
(٢) الحجة في بيان المحجة (١/ ٢٤٠).
(٣) الإبانة الكبرى لابن بطة (٥/ ٣٣٨).

<<  <   >  >>