للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتفق الجمهور على وجوب التمسك والعمل بالرسم العثماني، ونقل الجعبري وغيره إجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع مرسوم المصحف العثماني (١) كما تقدم.

وقال محيي السنة أبو محمد الحسين البغوي (ت ٥١٦ هـ):

«ثم إن الناس كما أنهم متعبّدون باتباع أحكام القرآن وحفظ حدوده، فهم متعبّدون بتلاوته، وحفظ حروفه على خط المصحف الإمام، الذي اتفقت الصحابة عليه» (٢).

ويرى القاضي عياض المتوفى ٥٤٤ هـ أن اتباع رسم المصحف واجب، فقال: «من نقص من القرآن حرفا، قاصدا لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الإجماع، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامدا لكل هذا، أنه كافر» (٣).

قال علم الدين السخاوي (ت ٦٤٣ هـ):

«وما كتبوا- الصحابة- شيئا عن ضعف معرفة، وعدم تحصيل. فإياك وما تراه من قول: لم تكن العرب أهل كتاب وأقلام، ففي هجائهم ضعف ونقص، ويحتج بقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب» ويحتج أيضا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان لا يكتب، فإنما ذلك كله لعدم التحصيل.


(١) انظر: الجميلة للجعبري ٣٩.
(٢) انظر: النشر لابن الجزري ١/ ٣٨، تفسير البغوي ١/ ٣٠.
(٣) انظر: نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض للخفاجي ٤/ ٥٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>