للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما كون رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يكتب فذلك فضيلة في حقه وآية من آياته، على ما لا يخفى، وأما قوله: «إنا أمة أمية» فذلك غالب حالهم.

وقد كتب منهم جماعة، وكانوا الغاية القصوى في المعرفة والذكاء والفطنة» (١).

وقال نظام الدين الحسن النيسابوري المتوفى ٧٢٨ هـ:

«وقال جماعة من الأئمة: إن الواجب على القراء، والعلماء، وأهل الكتابة، أن يتبعوا هذا الرسم في خط المصحف، فإنه رسم زيد بن ثابت، وكان أمين رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكاتب وحيه، وعلم من هذا العلم- بدعوة النبي صلى الله عليه وسلّم ما لم يعلمه غيره، فما كتب شيئا من ذلك إلا لعلة لطيفة، وحكمة بليغة، وإن قصر عنها رأينا» (٢).

وقال الشيخ بدر الدين الزركشي المتوفى ٧٩٤ هـ:

«ولما كان خط المصحف هو الإمام الذي يعتمده القارئ في الوقف والتمام، ولا يعدو رسومه، ولا يتجاوز مرسومه، قد خالف الخط الإملائي في كثير من الحروف والأعلام، ولم يكن ذلك منهم كيف اتفق، بل على أمر عندهم قد تحقق، وجب الاعتناء به، والوقوف على سببه» (٣).


(١) انظر: الوسيلة للسخاوي ورقة ٢١.
(٢) انظر: غرائب القرآن ورغائب الفرقان ١/ ٤٠.
(٣) انظر: البرهان في علوم القرآن ١/ ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>