للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبمثل ذلك يقال في الحروف المثبتة والمحذوفة والمبدلة في الرسم العثماني لا فرق بين هذا وذاك.

وحينئذ الطريقة واحدة في التعليم والتلقي، لا فرق بين تعلم الرسم العثماني والرسم القياسي، بل هناك ما يدعو إلى أن الرسم في بعض الحالات يكون أسهل، إذا علمت بعض مزايا الرسم العثماني وفصاحته وبلاغته.

وإن أهل المغرب (١) كانوا، ولا يزالون، لا يفصلون بين حفظ القرآن ورسمه، ودرج على ذلك سلفهم وخلفهم فيعتقدون أن الحفظ لن يتم، ولا يسمى الحافظ حافظا، حتى يتقن حفظ القرآن مع حفظ رسمه حرفا حرفا وكلمة كلمة، فتقرر عندهم أن المكتوب والمحفوظ شيء واحد، لا يمكن الفصل بينهما، ولا يخطر ببالهم غير ذلك، فهذا معتقدهم، ويبالغ الشيخ المقرئ في المحافظة على الرسم في اللوح من أول الحفظ مع تلاميذه المبتدئين. فهذه طريقة المغاربة في الحفظ، التي حفظنا القرآن بها، ولم نسمع أحدا منهم شكا من أمر صعوبة الرسم، بل يأخذونه مسلّما لأنه رسم زيد بن ثابت.

ولا يجاز الطالب إلا على حفظ القرآن عرضا وسماعا مع رسمه وإعرابه بالنقط والشكل (٢).


(١) لا أعني الاصطلاح الجغرافي الذي صنعه الاستعمار، وإنما أعني به: المغرب، والجزائر، وتونس، وموريتانيا، وليبيا، والأندلس، وكذا بلاد السودان.
(٢) انظر: هذه التسميات: جمال القراء ١/ ٢٣، الإتقان ١/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>