للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتثوير، ويفرّ -وربما فرَّ قبل الصلاة، إن جاءت السلطات (١) - ويحاكَمُ المستمعون، ويُؤخَذون بجريرة ذاك المراهق، ويعدّ هذا (جهاداً) ! و (طاعة) لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما نعلم لهذا أثراً ولا مستنداً!

قال أبو عبيدة: معذرة لإخواني القراء على هذا الاستطراد، ولولا حرصي على حقن دماء المسلمين بعامة والشباب السلفي بخاصة، ما دونت هذه السطور، وليس همّي التفصيل في بيان أحكام الجهاد (٢) ، ولكن همي لفت نظرهم إلى ضرورة التفريق بين الجهاد المشروع وغيره، «وفي الجملة؛ فالبحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم» (٣) ، وقد قالوا كلمتهم، وتكلموا على (الثورات) التي حلّت في بعض بلاد المسلمين، وكشفوا عن أسباب ذلك، فها هو شيخنا الألباني -رحمه الله تعالى- يقول بعد تقريره لأهمية (التصفية) و (التربية) :

«إن ما يقع سواء في الجزائر أو في مصر (٤) ، هذا خلاف الإسلام؛ لأنّ الإسلام يأمر بالتصفية والتربية ... » (٥) ، ويقول بعد كلام في جواب سؤال عن استخدام الثوار للمتفجِّرات التي تودي بحياة العشرات:

«جوابنا واضح جدّاً، أنّ ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرهما هو سابقٌ لأوانه أولاً، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً ثانياً» (٦) .


(١) كما وقع كثيراً في الجزائر (المسكينة) !
(٢) يسر الله لي تحقيق كتاب ابن المناصف «الإنجاد في أحكام الجهاد» ، وهو كتاب سلفي يبيّن الأحكام التفصيلية لمسائل (الجهاد) بالأدلة.
(٣) «منهاج السنة النبوية» (٤/٥٠٤) .
(٤) بسبب جماعات التكفير والهجرة وأفراخها!
(٥) من شريط مسجل يوم ٢٩/ جمادى الأولى/ سنة١٤١٦هـ - الموافق ٢٣/١٠/١٩٩٥م، وهو في (سلسلة الهدى والنور) (رقم ٨٣٠/أ) بعنوان: (من منهج الخوارج) .
(٦) من شريط مسجل يوم ٢٩/ جمادى الأولى/ سنة١٤١٦هـ - الموافق =

<<  <  ج: ص:  >  >>