للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراقم هذه السطور يرغب في إجراء دراسة تحليلية (١)

لما جرى آنذاك، وعرضِها مع ما ورد من صفات (بني قنطوراء) في الآثار الصحيحة المتقدمة، لنرى دقّة التطابق بين ما يذكره شراح الحديث -وستأتي أقوالهم في الفصل الآتي- وبين ما هو واقع من التتر والمغول.

ومن الجدير بالذكر هنا أمور:

أولاً: وردت في بعض الحوادث صفاتٌ تأذن بأن بعض الآثار المتقدم ذكرُها إنما هي في هذه الفتنة، منها ما ذكره صاحب كتاب «الحوادث» (٢)


= شبولر، نقله إلى العربية خالد أسعد عيسى، نشر دار حسان، و «قاهر العالم (جنكيزخان) » لرينيه غروسيه، نقله إلى العربية خالد أسعد عيسى، نشر دار حسان، و «الغزو المغولي، أحداث وأشعار» لمأمون فريز جرار، وفي الخزانة العامة بالرباط: «نزهة المقلتين في أخبار الدولتين العلائية والجلالية وما كان فيهما من الوقائع التاتارية» ، وعنه مصورة على شريط (رقم ٦٧٧) في (مركز الوثائق والمخطوطات) في الجامعة الأردنية.
(١) المقام لا يتسع للكلام المبسوط على فتنة التتر والمغول، وعلى الرغم مما وقع، فإن الزمان يُنْسِي!! ووقع خلط وخبط في أذهان المسلمين عن ترسم سنن الله الكونية، وارتباطها بسننه الشرعية، والحسرة والأسى لا تنتهيان لما يجد المتأمل أن ذلك واقع عند المصلحين ... -زعموا-، على وجه لا أظن أن له نظيراً في العلوم الأخرى، حتى وصل الأمر إلى أن (العقوبة) التي تشمل الأفراد أو الشعوب أو الدول، يحسبها بعض (المعتوهين) من (الخطباء المفوهين) نصراً وعزة وتمكناً، وقد أخطأوا -فيما مضى- في تقديراتهم (مرات) ..وستلحقها -فيما سيأتي- (كرات) ، وما هي إلا أمارة على (أفهام منكوسة) توصل إلى (حقائق معكوسة) ، و (الضحية) : العامة الدهماء الذين لا يميزون بين (الأصيل) و (الدخيل) ، ولا بين (الصحيح) و (الضعيف) ، ويحسبون أن كل (مدَّور رغيف) ! ولا قوة إلا بالله.
دوّنتُ هذا على إثر ما أسمع من (المعدودين) (أطباء) و (دعاة) و (علماء) في (المجتمع) الذي أعيش فيه، في أوان ما جرى بالعراق، وسطرتُ هذين السطرين -فحسب- بعد انتهاء الأحداث باحتلال أمريكا وحلفائها لها؛ فهل من مدّكر؟!
(٢) مؤلفه مجهول من القرن الثامن الهجري، وهو الكتاب المسمى وهماً بـ «الحوادث الجامعة والتجارب النافعة» ، والمنسوب لابن الفوطي، وهو في (ص ٣٥٤ وما بعد - ط. دار الغرب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>