«وأيَّد ذلك أن البترول يسمى بالذهب الأسود، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر به، وأن من المواضع التي سيظهر فيها: أرض العراق وأرض فارس، وأرض نجد، وماؤها، كما ورد أنه قريب من الحجاز» . وأورد الأحاديث! وتابعه على هذا مع اختصار شديد لكلامه -كعادته- سعيد حوى في كتابه «الرسول - صلى الله عليه وسلم -» (٢/١٣٥) ! والأعجب من هذا كلِّه: كلام الغماري في القتال الوارد في الحديث، قال (ص ٢٥-٢٦) : «ولا بد -أيضاً- من وقوع هذه الحرب التي وصفها - صلى الله عليه وسلم - من أجل البترول، فإنّ بوادر الخلاف بين أمريكا وروسيا من أجله قائمة، فإذا وقعت الحرب فسوف تكون بالقنابل الذرية، المبيدة للبشر، والتي لا ينجو منها إلا واحد من المئة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وهذا في بترول العراق، وإيران معدودة من أرض العراق، بل هي عراق العجم» ، قال بعد كلام: «وأما بترول نجد والبصرة ففي «مستدرك الحاكم» من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: «تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من أشرار الناس» . وهذا الحديث وإن كان موقوفاً إلا أن له حكم الرفع، بل قد ورد مرفوعاً صريحاً إلا أنه ليس فيه تعيين المكان. فروى أحمد في «مسنده» من حديث رجل من بني سليم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ستكون معادن يحضرها شرار الناس» .
ورواه الطبراني في «الأوسط» من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقوم الساعة حتى تظهر معادن كثيرة لا يسكنها إلا أراذل الناس» . فهذه المعادن هي آبار البترول التي ما ظهرت إلا قرب قيام الساعة، الذي هو وقتنا هذا، أما معادن الذهب والفضة فكانت موجودة من أول الدنيا بكثرة؛ لأن الذهب الذي كان عند الأقدمين كثير جدّاً. ويؤكد ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يحضرها شرار الناس» ؛ فإن معادن البترول لا يستخرجها =