للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الإسناد (١) ، والذي أُراه أنه (حسن) ، ولا ينزل هذا الإسناد بأي حال من الأحوال عن درجة الحسن في الشواهد، إذ (بشير) لم ينفرد بأصل الحديث، فقد وردت آثار صحيحة تقدمت (٢) ، تشهد لبعض ما فيه، ومنها يعلم أن (السَّوق) المذكور إنما هو من العراق، وهذا ما فهمه بريدة، وهو ممن سكن (البصرة) ، وعدّه غير واحد من العلماء (٣) من أهلها، ودل عليه -أيضاً- قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث «يلحقوهم بجزيرة العرب» ، فهم ليسوا من أهلها، ولبعض ما فيه شواهد من أحاديث أخر؛ مثل:

الحديث الثاني: حديث معاوية بن أبي سفيان.

أخرجه أبو يعلى في «المسند» (١٣/٣٦٦ رقم ٧٣٧٦) ، قال:

حدثنا محمد بن يحيى البصري، حدثنا محمود بن يعقوب، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم بن الغمر مولى سموك، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: سمعتُ معاوية بن حُدَيجٍ يقول: كنتُ عند


(١) قال -مثلاً- صديقنا الشيخ علي الحلبي في تعليقه على «هداية الرواة» (٥/١١٠ رقم ٥٣٥٨) عند قول الخطيب التبريزي: «أبو داود» ؛ علق في (هامش ٣) بقوله: «بسندٍ لين» ، وعلق أبو سفيان محمود البسطويسي في تعليقه على «التذكرة» للقرطبي (٢/٤٢٨) هامش (٥٢٣) : «إسناده صحيح» ! وعلق مجدي السيد على «التذكرة» -أيضاً- (٢/٤٩٥-٤٩٦ رقم ١٩٢١) : «حديث حسن» ، وقال الأستاذ عبد القادر جوندل في تعليقه على «المطالب العالية» (١٨/٣٢٠ - ط. العاصمة) -وذكر قول الذهبي في (بشير) : «ثقة فيه شيء» -: «وعليه، فإن الإسناد حسن لذاته، والله -تعالى- أعلم» ، ولم يُنَبِّهوا -عدا الأخير- على القلب الواقع في رواية أبي داود، مع عزوهم جميعاً الحديث إليه» .
(٢) (ص ٢٧١-٢٧٢، ٢٧٣-٢٧٤، ٢٧٦) .
(٣) مثل مسلم في «الطبقات» (١/١٨٢ رقم ٣٣٨) -ذكره تحت (من سكن منهم -أي: الصحابة- بالبصرة) ، وقال عنه: «غزا إلى مرو، فمات بها» -، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٣/١٦٢ - ط. الغرباء) ، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (٤/٢٤١ و٧/٣٦٥ و٨/٨) . وانظر: «الإصابة» (١/١٤٦) ، و «السير» (٢/٤٦٩) ، و «التهذيب» (١/٤٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>