رابعاً: في هذين الحديثين تصريح بأن الشر والفتن في آخر الزمان ستصيب أهل المدينة، وأن أهلها لا يستطيعون آخر الزمان الثبات على إيمانهم، فيتركوها استكباراً ونفاقاً، وهي أحسن ما تكون من وفرة الثمار والعمران!! ويأبون أن يجاوروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو أن يوصفوا بأنهم من سكنة المدينة -والعياذ بالله تعالى-. أفرأيت؟! أهناك أشنع من هذه الفتنة، وأكثر منها هولاً، منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي الذئب ... -أو الكلب- فيبول عليه، وسواري مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي صلى عندها كبار أصحابه، وأفذاذ الأعيان، يبول عندها الكلب، فإذا كانت مثل هذه الفتنة العارمة تحدث في المدينة -وهي معقل الإيمان وداره-، ولا يسلم منها مؤمنو المدينة، فكيف بمقدار الخطر الذي تفتحه الفتن في غيرها من البلاد؟! (١) انظرها مجموعة مع التخريج في «الأحايث الواردة في فضائل المدينة» (ص ١٩١-٢٠٦) .