(١) كانت هذه التفجيرات في كثير من بلاد المسلمين، حتى وصلت بلاد الحرمين الشريفين، بل كادت أنْ تصل مكة نفسها! وظهرت في أوقات مختلفة قبل أحداث أمريكا وبعدها، وابتدأت من انفجارات مدينة (الخبر) ، التي استنكرتها هيئة كبار العلماء برئاسة العلامة الشيخ ابن باز -رحمه الله- في ٢/٤/١٤١٩هـ، وتلتها انفجارات مدينة الرياض -حرسها الله-، واستنكرتها الهيئة نفسها برئاسة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ -حفظه الله- في ١٣/٣/١٤٢٤هـ، ومما جاء في آخر هذا البيان: «ثم ليعلم الجميع، أنّ الأمة الإسلامية اليوم تعاني من تسلُّط الأعداء عليها من كل جانب، وهم يفرحون بالذرائع التي تسوِّغ لهم التسلُّط على أهل الإسلام وإذلالهم، واستغلال خيراتهم، فمن أعانهم في مقصدهم، وفتح على المسلمين وبلاد الإسلام ثغراً لهم، فقد أعان على انتقاص المسلمين، والتسلط على بلادهم، وهذا من أعظم الجُرم» . وصدر -أيضاً- في ١٥/٣/١٤٢٤هـ بيان عن أكثر من أربعين عالماً وداعياً، أدانوا فيه هذا الفعل الشنيع، وعزوا أصحابه إلى «الأفكار المنحرفة التي تمهّد للعدوان على الدماء، والأموال، والأعراض، بالشُّبه، والتأويلات الباطلة» . وصدرت في الصحف آنذاك مقالات وبيانات تستنكر هذه الأعمال، وتعزوها إلى الغلو والانحراف العقدي والمنهجي. انظر -على سبيل المثال-: جريدة «المدينة» : الثلاثاء، العدد (١٢٠٨٧) ، السنة الواحدة والستون، ٢٧/ذو الحجة/سنة ١٤١٦هـ، وصحيفة «الوطن» السعودية بتاريخ ١٦/ربيع الأول/سنة١٤٢٤هـ، و «فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة» (ص ١١-٤١، ١٣٣-١٤٢) ، و «كيف نعالج واقعنا الأليم» (ص ١٣٥-١٤٣) .
وكل ذلك يتفق مع ما قررناه من صلة هذه الأحداث بهذا الفكر الخارجي، وصرح بذلك خطباء الحرمين الشريفين آنذاك، -زادهم الله توفيقاً وحفظاً-. وانظر: (فاتحة القول) من مجلتنا «الأصالة» العدد (٤٣) ، بعنوان: (ماذا ينقمون من بلاد الحرمين) . ومما ينبغي أن يشار إليه: أنّ هذه التفجيرات ليست خاصة ببلاد المملكة العربية السعودية، =