للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل بن إبراهيم، عن الجُريْري، عن أبي نَضْرة، قال: كنا عند جابر بن عبد الله، فقال: يوشك أهل العراق أن لا يُجبى (١) إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العَجم، يمنعون ذاك. ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مُدْي. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم أَسْكت (٢) هُنيَّة (٣) ، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً، لا يعده عدّاً» .

قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا» انتهى.

وأبو نضرة السائل؛ هو: المنذر بن مالك بن قُطعة العَبْديّ (٤) ، وأما أبو العلاء؛ فهو: يزيد بن عبد الله بن الشّخير.

والسائل لهما: «أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا» ؛ هو الجُريري؛


(١) يجبى -بسكون الجيم-: جبيتُ الخراج وجَبَوْته جمعته، كذا في «المشارق» (١/١٣٨) ، و «مطالع الأنوار» (١/ق٩٢/أ) -نسخة الملك عبد العزيز-، ولم يقع فيه خلاف، إذ لم يذكراه في (الاختلاف والوهم) ، ووقع في بعض المصادر والشروح «يجيء» ؛ وهو تصحيف.
(٢) أسكت؛ معناه: أطرق، وقيل: سكت وأسكت بمعنى صمت، وقيل: أسكت: أعرض، قاله القاضي عياض في «إكمال المعلم» (٨/٤٥٧) ، وقال النووي في «شرح صحيح مسلم» (١٨/٥٣) : «أما (أسكت) ؛ فهو بالألف في جميع نسخ بلادنا، وذكر القاضي أنهم رووه بحذفها وإثباتها، وأشار إلى أن الأكثرين حذفوها» . قلت: نعم، في «الإكمال» : «عند ابن عيسى: أسكت» ، وفي هذا إشارة إلى أنها دون الألف عند غيره، وانظر: «مشارق الأنوار» (٢/٢١٥ - ط. تونس) .
(٣) بتشديد الياء بلا همز، قال القاضي: رواه لنا الصدفي بالهمزة، وهو غلط، ومعناه: شيئاً، انظر: «إكمال المعلم» (٨/٤٥٧) و «مشارق الأنوار» (٢/٢٧١) و «شرح النووي على صحيح مسلم» (١٨/٥٣) .
(٤) ذكره مسلم في (الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة) من كتابه «الطبقات» (١/٣٤١ رقم ١٧٨٤ - بتحقيقي) . وانظر: «تحفة الأشراف» (٢/٣٧٩ - ط. عبد الصمد) و «إتحاف المهرة» (٣/٥٧٦) ففيه (رواية الجريري عن أبي نضرة عن جابر) .

<<  <  ج: ص:  >  >>