للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى نعيم بن أبي هند (١) قال: قال حذيفة -رضي الله عنه-:

«ما رأيت أخصاصاً إلا أخصاصاً كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدفع عن هذه، يعني: الكوفة» .

قال الطيالسي عقبه: «الأخصاص: بيوت عندنا من قصب» .

ولم يقتصر هذا المعنى على (حذيفة) ؛ وإنما ذكره سلمان -أيضاً -رضي الله عنهما-، وهذا يدل على أن له حكم الرفع (٢) .

أخرجه ابن سعد (٦/٦) : أخبرنا الفضل بن دُكين، حدثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل عن سلمان، قال:

وما يُدفع عن أرض بعد أخبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُدفع عن الكوفة، ولا يريدها أحد خارباً إلا أهلكه الله، ولتصيرنّ يوماً وما من مؤمن إلا بها أو يصير هواه بها» .

وسلمة بن كهيل لم يدرك سلمان.

وقد دفع الله عن أهل الكوفة في عصر الصحابة -رضي الله عنهم- كلَّ شرٍّ وسوء وبلاء، وأصبحت مهوى المؤمنين، وانتشرت منها الفتوحات، فعمل


(١) في سماعه من حذيفة نظر، حذيفة توفي سنة ست وثلاثين، ونعيم سنة عشر ومئة، وانظر: «تهذيب الكمال» (٢٩/٤٩٧-٤٩٩) .
(٢) تذكر قول حذيفة: «قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاماً، فحدَّثنا بما هو كائن إلى قيام الساعة، فحفظه من حفظه، ونسيه من نسيه» أخرجه البخاري (٦٦٠٤) ، ومسلم (٢٨٩١) .
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرتّل كلامه ويفسِّره، فلعله قال في مجلسه ذلك ما يُكتب في جزء، فذكر أكبر الكوائن، ولو ذكر ما هو كائن في الوجود، لما تهيّأ أن يقوله في سنة، بل ولا في أعوام، ففكر في هذا. قاله الذهبي في «السير» (٢/٣٦٦) .
قلت: وأكبر الكوائن التي تخص الفتن فيما مضى، وما عايشناه، وما أخبرنا عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا وتحققنا ثبوته في العراق (عراق العرب والعجم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>