ومن بديع كلام ابن رجب في «فضائل الشام» (ص ٧٤-٧٥) قوله: «لأنّ الشام في آخر الزمان بها يستقر الإيمان، وملك الإسلام، وهي عُقر دار المؤمنين، فلا بد أن يكون فيها من ميراث النبوة من العلم ما يحصل به سياسة الدين والدنيا، وأهل العلم بالسنة النبوية بالشام هم الطائفة المنصورة القائمين بالحق، الذين لا يضرهم من خذلهم» . ودلل على ذلك بالأحاديث النبوية، فرحمه الله -تعالى-، فقد أجاد وأفاد. وكذلك صنع السخاوي في «الأجوبة المرضية» (٢/٤٥٢-٤٥٧ سؤال ١١٤) ؛ فإنه سئل عن مصر والشام: أيهما أفضل؟ فساق الأحاديث والآثار في فضل كلٍّ منهما، وقال في آخر الجواب: «وبالجملة؛ فالأحاديث في فضل الشام أشهر، وفخرها أظهر وأكثر. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» . ومن تأويل الإمام مالك لقوله -تعالى-: {زَيتُونَةٍ لا شَرقِيَّةٍ ولا غَربِيَّةٍ} [النور: ٣٥] ، قال:
«هي الشام، العراق شرق، ومصر غرب» . أخرجه عنه بسندٍ حسن: الدورقي في «مسند سعد بن أبي وقاص» (ص ١٩٦ رقم ١١٧) ، وذكره عنه ابن العربي في «أحكام القرآن» (٣/١٣٨٧) . وانظر: «الإمام مالك مفسراً» (ص ٢٩٧ رقم ٦٦٠) .