للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعقد سفيان (١) (أحد رواة الحديث) تسعين أو مئة، قال -رحمه الله تعالى-:

«وقد وقع بعضُ ما أخبر به صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقال: إن يأجوج هم الترك، وقد أهلكوا الخليفة المستعصم، وجرى ما جرى ببغداد» .

وقبل هذا العينيُّ مرةً، وردّه أخرى، قال في في «عمدة القاري» (٢) :

«وإنما خصّ العرب؛ لاحتمال، أنه أراد ما وقع من قتل عثمان بينهم، وقيل: يحتمل أنه أراد ما وقع من الترك من المفاسد العظيمة في بلاد المسلمين من نسل يأجوج ومأجوج» انتهى.

ثم نقل ما ذكره هنا عن الكرماني في كلامه السابق وتعقبه، فقال في موطن آخر من «العمدة» (٣) ما نصه:

«قال الكرماني: يقال: إن يأجوج ومأجوج هم التُّرك، وجرى ما جرى ببغدادَ منهم! قلت: هذا القول غير صحيح؛ لأن الترك ما لهم ردم، والردم بيننا وبين يأجوج ومأجوج، وهما من بني آدم من أولاد يافثَ بنِ نوح -عليه السلام-، والذي جرى ببغداد كان من (هلاكو) من أولاد (جنكيز خان) فإنه هو الذي قتل الخليفة المستعصم بالله العباسي، وأخرب بغداد في سنة ست وخمسين وست مئة» اهـ.

ووافق الكرمانيَّ شيخُ شيوخِنا محمد راغب الطباخ في كتابه «ذو القرنين وسد الصين» (٤) وخطّأ العيني، قال:


(١) هو: ابن عيينة.
(٢) (١٥/٢٣٨) .
(٣) (٢٤/١٨١) ، ونحوه فيه (٢٤/٢٢١) .
(٤) (ص ٢٥٠ - بتحقيقي) ، وجزم بهذا الرأي: طنطاوي جوهري في تفسيره «الجواهر» (٩/٢٠٣) ، وسيد قطب في «في ظلال القرآن» (٤/٢٢٩٤) ، وقرره طارق سويدان في أشرطته «قصة النهاية» (الشريط الرابع/وجه ١) ، ومال إليه وقواه محمد رشيد رضا في مجلة «المنار» =

<<  <  ج: ص:  >  >>