للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«ونظير هذا التفسير (١) ، ما روى جرير بن عبد الله البَجَلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُبنَى مدينة بين دجلة ودُجيل وقُطْرَبُّل والصَّراة، يجتمع فيها جبابرة الأرض ... إلخ» .

قال أبو عبيدة:

أثر ابن عباس وحذيفة السابق، أخرجه ابن جرير في «تفسيره» (٢٥/١١) -وعنه القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا في «الجليس الصالح» ومن طريقه الثعلبي في «الكشف والبيان» (٨/٣٠٢) قال: حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج.

وأخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (١/٣٠٥ رقم ٨٨٦) -ومن طريقه الطبراني وعنه أبو نعيم ومن طريقهم الخطيب في «تاريخ بغداد» (١/٣٤١-٣٤٢ - ط. دار الغرب) - حدثنا عبد القدوس، عن أرطاة بن المنذر، وزاد نعيم: «عمن حدثه، عن ابن عباس أنه أتاه رجل وعنده حذيفة، ... » بنحوه.

وزاد الخطيب عقبه: «قال أرطاة عن كعب: إذا بُنيت مدينة على شاطئ الفُرات، ثم أتتكم العواضل (٢) والقواصم، وإذا بُنيت مدينة بين النهيرين بأرض منقطعة من أرض العراق أتتكم الدّهيماء» (٣) .


(١) ووجدتُ قوله: «ونظير هذا التفسير» من كلام الثعلبي في تفسيره «الكشف والبيان» (٨/٣٠٢) ، وهو متقدم على القرطبي بما يزيد على مئتي سنة، وقولهم هذا يؤكّد أن المراد بالمدينة في الأثر السابق -إن صح- هي بغداد، وأن (عبد الله) أو (عبد الإله) القرشي ينزل بغداد ويحتلها، وحينئذ يقع الخسف، وهو على خلاف ما يتبادر إلى كثير من قرائّه، من أن النهر (نهر الأردن) ! كما سمعته من غير سائل، والله الهادي.
(٢) أي: الشدائد.
(٣) أخرج نعيم بن حماد في «الفتن» (١/٣٠٧ رقم ٨٩١) : حدثنا ابن حميد، عن أرطاة، قال: إذا بنيت مدينة على الفرات، فهو النّفق والنفاق، وإذا بنيت مدينة على ستة أميال من دمشق، فتحزّموا للملاحم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>