للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٢١٠) .

ومقاتل بن سليمان، أبو الحسن البلخي، كذّبوه وهجروه، كما في «التقريب» (ص ٥٤٥/رقم ٦٨٦٨) -أيضاً-.

قال الخطيب (١) بعد أن أورد جلّ ما ذكرناه في هذا الفصل: «قلت: وكل هذه الأحاديث التي ذكرناها، واهيةُ الأسانيد عند أهل العلم والمعرفة بالنقل، لا يثبت بأمثالها حجة، وأما متونُها فإنها غير محفوظة؛ إلا عن هذه الطرق الفاسدة، وأمرها إلى الله العالِمِ بها، لا معقب لأمره، ولا رادَّ لحكمه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد» .

وأورد جلَّها -كما مضى- ابن الجوزي في «الموضوعات» ، وتعقبه السيوطي في «اللآلئ» بأنها ضعيفة لتعدد طرقها.

والذي أُراه أن المرفوع واهٍ جدّاً، بينما مجموع ما ورد في الأحاديث يدلّل على أن (العراق) أرضُ الفتن، ستقع فيها قلاقل ومحن، وكان هذا الأمر مقرراً في أذهان السلف (٢) .

أخرج الخطيب في «تاريخ بغداد» (١/٣٤٢ - ط. دار الغرب) إلى سفيان بن عيينة، قال: رآني قيس بن الربيع على قنطرة الصَّراة، فقال: النجاء النجاء، فإنا كنا نتحدث أنّ هذا المكان الذي يُخسف به. قال سفيان: ورآني أبو بكر الهُذَلي ببغداد، فقال: بأي ذنب دخلت بغداد؟!

وأخرج ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢/٢١٥) بسنده إلى كعب


(١) في «تاريخ بغداد» (١/٣٤٣ - ط. دار الغرب) ـ، ثم أخذ بعد ذلك بسرد مناقب بغداد، واعترض عليه ابن مفلح في «الفروع» بقوله: «هكذا قال! مع أنه احتج في فضل العراق بأشياء من جنسها، والله أعلم» . ونقله ابن عرَّاق في «تنزيه الشريعة» (٢/٥٢) .
(٢) لا تنس ما قدمناه عن جماعة من الصحابة في هذا الباب، وخاصة عن بريدة وابن مسعود وحذيفة -رضي الله عنهم أجمعين-.

<<  <  ج: ص:  >  >>