للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلب الدنيا. قلت: أجل. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناسَ يأخذون منه ليُذهَبَنَّ به كلِّه (١) . قال: فيقتتلون عليه، فيُقتل من كل مئة تسعةٌ وتسعون» .

قال أبو كامل في حديثه: قال: وقفت أنا وأُبي بن كعب في ظل أجمِ (٢) حسّان.

قال أبو عبيدة: وكذلك قال عفان بن مسلم عن خالد بن الحارث به. فيما رواه عنه أحمد في «المسند» (٥/١٣٩) ، والهيثم بن كليب الشاشي في «مسنده» (٣/٣٦١) ، وأبو عوانة في «الفتن» -كما في «إتحاف المهرة» (١/٢٢٠ رقم ٦٣) ولفظه:

وقفتُ أنا وأُبي بن كعب في ظل أُجُم حسّان، فقال لي أُبي: ألا ترى الناس مختلفةً أعناقُهم في طلب الدنيا؟ قال: قلت: بلى. قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وذكره مثله، وفي آخره: «والله لئن ترَكْنَا الناسَ يأخذون فيه ليذهبَنَّ، فيقتتل الناس، حتى يقتل من كل مئة تسعةٌ وتسعون» .


= والتشوّف للأشياء. قاله النووي في «شرح صحيح مسلم» (١٨/٢٧-٢٨) . وانظر: «إكمال المعلم» (٨/٤٣٣) ، و «الديباج» (٦/٢٢٢) .
(١) من عجيب شرح أحمد الغماري في كتابه «مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية» (ص ٢٥) قوله في شرح «لئن تركنا الناس ... » : «فإنه إخبار بالتأميم الذي صارت حكومات البلاد التي فيها البترول يفعلونه، ويقولون نفس هذه المقالة التي حكاها النبي - صلى الله عليه وسلم -» .
قلت: وهذا مبني على أن جبل الذهب هو البترول، وسيأتي رده من وجوه، وسياق الحديث لا يساعد على المعنى المذكور، ولا المقتلة التي عنده، وهي عند الغماري القنابل الذرية بين أمريكا وروسيا! وسيأتي قريباً كلامه بطوله! وهناك تعقبه، والله الهادي.
(٢) أُجُم -بضمتين-: الحصن، والجمع آجام؛ كأُطُم وآطام. راجع: «النهاية» (١/٢٦) ، و «إكمال المعلم» (٨/٤٣٤) ، و «الديباج» (٦/٢٢٢) . وأصبح فيما بعد في دار عاتكة بنت عبد الله ابن يزيد بن معاوية. انظر: «تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة» (ص ٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>