للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيراً، وقال: الفتى لا بأس به، ولكنهم يحسدونه» . قال: وسئل أبي عن إسحاق ابن إبراهيم بن العلاء؟ فقال: شيخ» (١) .

فقوله: «شيخ» ليس تعديلاً له، وإنما يعتبر حاله، قال الذهبي في ترجمة (العباس بن الفضل العدني) من «الميزان» (٢/٣٨٥) : «قوله -أي: أبو حاتم-: هو شيخ، ليس هو بعبارة جرح، لهذا لم أذكر في كتابنا أحداً ممن قال فيه ذلك، ولكنها -أيضاً- ما هي عبارة توثيق، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة» .

أما ألفاظ الأحاديث السابقة فهي محفوظة؛ عدا قوله: «من كل عشرة تسعة» أو «تسعة أعشارهم» ؛ فهي رواية شاذة، والمحفوظ: «من كل مئة تسعة وتسعون» . ويمكن الجمع باختلاف تقسيم الناس إلى قسمين (٢) ، «ولو صحت حملت على التقريب وإلغاء الكسر في نسبة المقتولين إلى العشرة؛ لأن تسعة وتسعين في مئة، حينما تذكر بالنسبة إلى العشرة، تكون تسعة وكسراً، والعرب من عادتهم إلغاء الكسر» (٣) .

وأخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (١/٣٣٥-٣٣٦) من طرق أخرى ضعيفة عن أبي هريرة مرفوعاً -أيضاً-، بألفاظ فيها زيادة، وفي بعضها نُكْرة، وبوب عليها (باب آخر من علامات المهدي في خروجه) ، وهذا التفصيل:

أخرج برقم (٩٦٩) ، قال: حدثني غير واحد عن ابن عياش، عن يحيى ابن أبي عمرو، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


(١) جاءت العبارة في «تهذيب الكمال» (٢/٣٧٠) هكذا: «قال أبو حاتم: شيخ لا بأس به، ولكنهم يحسدونه، سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيراً» !!
(٢) كذا في «فتح الباري» (١٣/٨١) ، و «عمدة القاري» (٢٤/٢١٣) ، وحكم بشذوذ اللفظة المذكورة شيخنا الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (رقم ٣٢٧٠) .
(٣) «تكملة فتح الملهم» (٦/٢٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>