- الآثار التي فيها أن الفتن أربع، أو خمس، أو ما شابه ذلك، فلازم هذا أنها أمواج، وهي الكبار، وما عداها الصغار، وثبت ذلك عن حذيفة في «صحيح مسلم» (٢٨٩١) وغيره، وسبق لفظه. ومن هذه الآثار، ما سيأتي قريباً عن علي. وما أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٥/٥٤) ، والسرقسطي في «الدلائل» (٢/٩٢٤) بسند حسن عن حذيفة، قال: «تكون فتنة، فيقوم لها رجال، فيضربون خيشومها، حتى تذهب» ، ثم ذكر مثل ذلك الثانية والثالثة والرابعة، قال:
«ثم تكون الخامسة دَهْماء، مجلّلة تنبثق كما ينبثق الماء» . قال السرقسطي: «تقول: انبثق عليهم الماء: إذا أقبل عليهم، ولم يظنوا به، والبثق: كَسُرْك شطّ النهر؛ لينبثق الماء» . ويشهد له: ما أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (١١/٣٥٦ رقم ٢٠٧٣٣) -ومن طريقه: نعيم بن حماد في «الفتن» (١/٥٢ رقم ٧٨) ، والحاكم في «المستدرك» (٤/٤٣٧) -من طريق طارق بن شهاب-، وابن أبي شيبة في «المصنف» (١٥/٢٤ رقم ١٩٠٠٤) ، وإسحاق بن راهويه في «مسنده» -كما في «المطالب العالية» (١٧/٦٢٢ رقم ٤٣٦١ - ط. العاصمة) ، و «إتحاف الخيرة المهرة» (١٠/٢٥٢ رقم ٩٩١٦) ، وقال البوصيري: «ورواته ثقات» -، ونعيم بن حماد في «الفتن» (١/٥٢ رقم ٧٧) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (٣/٢١٩، ٢٢٠) ، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (٢/٨١٧-٨١٨ رقم ٢٢١٠) ، والحاكم في «المستدرك» (٤/٥٠٤) من طريق الأعمش، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة عن علي -رضي الله عنه-، قال: «جعل الله -عز وجل- في هذه الأمة خمس فتن: فتنة خاصة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، =