للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ط. دار ابن الجوزي) -ومن طريقه أبو عمرو الداني في «الفتن» (٥/١١١٣-١١١٤ رقم ٥٩٧) - من طريق محمد بن عبيد الطنافسي؛ كلاهما عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو، قال: «يجيش (١) الروم فيُخرجون أهلَ الشام من منازلهم فيستغيثون بكم؛ فتغيثوهم، فلا يتخلف عنهم مؤمن، فيقتتلون فيقتلون، فيكون بينهم قتل كثير، ثم يهزمونهم إلى أسطوانة إني لأعلم مكانها عليهم عندها الدنانير، فيكتالونها بالتراس (٢) ، فيتلقاهم الصريخ بأن الدجال يحوش (٣) ذراريكم؛ فيلقون ما في أيديهم، ثم يؤبون» لفظ الطنافسي.

ولفظ نعيم: «يجيش الروم، فيستمد أهل الشام ويستغيثون، فلا يتخلف عنهم مؤمن. قال: فيهزمون الروم، حتى ينتهوا بهم إلى أسطوانة، قد عرفت مكانها، فبينا هم عندها إذ جاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفكم في عيالكم، فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون نحوه» .

ثم وجدته عند أبي عمرو الداني في «الفتن» (٥/١١٦١) من طريق علي ابن معبد، قال: حدثنا أبو معاوية، به. وعنده: «فيستمد أهل الإسلام، ... إلى أسطوانة قد عرفوا مكانها ... » . وهذا اللفظ أضبط وأصوب، والله أعلم.

وعزاه السلمي في «عقد الدرر» (ص ٢٨٣/رقم ٣٣٤) بنحوه إلى أبي الحسن بن المنادي.

وإسناده حسن (٤) ، خيثمة هو عبد الرحمن ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة


(١) أي: جمع الجيوش. انظر: «اللسان» (٦/٣٢) .
(٢) جمع (ترس) ؛ وهو: ما يتوقى به. انظر: «اللسان» (٦/٣٢) .
(٣) كذا في مطبوع «معجم ابن الأعرابي» ، وفي مطبوع «الفتن» : «يحوس» بالسين المهملة، وأصل (الحوس) : شدة الاختلاط ومداركة الضرب، وكل موضع خالطته ووطئته فقد حسته وجسته، ومنه حديث الدجال: «وأنه يحوس ذراريهم» . قاله ابن الأثير في «النهاية» (١/٤٦٠) .
(٤) قد يقال: اشتهر عن ابن عمرو الرواية عن أهل الكتاب بسبب الزاملتين اللتين عثر عليهما يوم اليرموك. قلنا: نعم؛ ولكن يوجد لأصل هذا الخبر شواهد في أحاديث مرفوعة، يأتي =

<<  <  ج: ص:  >  >>