(١) قال ابن كثير في «الفتن والملاحم» (١/٣٠) عن (المهدي) : «وليس هو بالمنتظر الذي تزعمه الرافضة، وترتجي ظهوره من سرداب [في] (سامراء) ؛ فإنّ ذلك ما لا حقيقة له، ولا عين ولا أثر» . وانظر عن (مهديهم) : «منهاج السنة النبوية» (٨/٢٥٨-٢٦٠) . (٢) ينتظر اليهود مخلِّصاً يسمّونه (مِسّيا) ، يقودهم -لزعامة- العالم، وهذا من تلاعب الشيطان بهم، قال ابن القيم في «إغاثة اللهفان» (٢/٣٣٣) : «ومن تلاعبه -يعني: الشيطان- بهم -يعني: اليهود- أنهم ينتظرون قائماً من ولد داود النبي، إذا حرّك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم، وأنّ هذا المنتظر -بزعمهم- هو المسيح الذي وُعِدوا به، وهم في الحقيقة إنّما ينتظرون مسيح الضلالة الدجال، فهم أكثر أتباعه، وإلا فمسيح الهدى عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- يقتلهم، ولا يُبقي منهم أحداً» .
قال أبو عبيدة: لا يبعد -عندي- أنّ وراء بعض الدراسات التي ظهرت حديثاً عن (الملاحم) و (الفتن) أيدٍ خفية، وجهات مشبوهة، تعمل على خدمة الكفار -بطريق مباشر أو غير مباشر-، وتمهد لقبول فكرة (المهدي) بمواصفات تواطأ أصحابها عليها، وابتدأت التجربة -كما هي العادة- من مصر -حرسها الله- البعيدة عن المجريات تهيئة لمناخ الترويج، كما حصل فيما يخص العراق، وما سيفعله (صدام) بالروم، وسيأتيك طرف من كلام هؤلاء قريباً. قل لي بربك: ما الذي جعل صاحب كتاب «المفاجأة» (ص ٩٠) يقول: «المهدي يلبس الزي الرومي، يعني: لبسه الأساسي هو الزي المدني الحالي بجميع أشكاله الحضارية المدنية الحالية؛ فهو ليس غريباً في هيئته عن الحضارة الغربية (!!) ولكن زيه الرسمي (البدلة) و (الكرافت) » ، ولا أدري من أيّ مخطوط أخذ (ابن داود) هذه المعلومة، ولعلها (البروتوكلات) !! وأصغ إليه وهو يقرر في «المفاجأة» (ص ٨٨-٨٩) -أيضاً-: «إنّ المهدي (إسرائيلي الجسم) » ، أو يقول في مقدمته (ص ٩) : «فاجعلني اللهم أول من يبني منبراً للمهدي في مصر، والعالم الإسلامي، والكرة الأرضية» ، واسمع إليه وهو يصدّ عن (المهدي) بقوله مفسراً العبارة السابقة: «هي لمسة لطيفة تعني: لا تلتفتوا لمن يدعي المهدية لنفسه، خاصة من البلاد التي ترتدي الجلباب والعقال» ، ويذكر صفات تفصيلية -لا مستند لها- لمهديه المزعوم، ولكنها قد تتوفر في =