للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يجبى إليهم ... » ، ولا صلة للنصوص التي ساقها بالأحداث التي سردها، ثم قال:

«أما دليل أنّ الحرب الثالثة العالمية هي جولات؛ فما رواه نعيم بن حماد في «كتاب الفتن» (ص ١٧٨) بسنده عن خالد بن معدان، قال:

«يهزم السفياني الجماعة مرتين ثم يهلك» .

فهذا التحالف الحديث الذي حشدته أمريكا كَرَدّ فعلٍ للتدمير الذي تعرضت له في نيويورك وواشنطن، لا بد وأنه سيضرب العراق مرة أخرى بعد الانتهاء من ضرب أفغانستان بحجة ملاحقة الإرهابيين، والقضاء على الإرهاب.

وهذه المرة سَيُهْزَم التحالفُ كذلك كما هُزِمَ أول مرّة، وسيفشل في تحقيق أهدافه للمرة الثانية، وهنا ينفجر الموقف، وتتسع دائرة المواجهات حتى تعرك المنطقة كلها عرك الأديم، في الجولة الأخيرة من أعنف حروب التاريخ» !

قلتُ: ليس صاحب «هرمجدون» بموفق، لا في الدليل، ولا في طريقة الاستدلال، ولا في تكهنه، وأُصِيب بالهزيمة (١) كعادته فيما يستشرف؛ فهو كثير الأغلاط، بل أغلاطه غريبة لها مجمع ومكان تصبُّ فيه، ولا نشتغل بتبين الغلط والكذب في نقله السابق، ولكن لا نسمح له أنْ يسْرَحَ فيما يخوض فيه إلى أنْ ينفد ما في جعبته في هذا الموضوع، ونكتفي بلفت نظره إلى أنه لا تنقذه من ورطته في سائر كتبه موافقة طائفة من السذج له!


(١) كهزيمة العراق التي شَكَّك فيها! والعجب لا ينتهي ممن يزعم أنّ العراق انتصر، سواء في حرب الخليج الثانية (عند غزوه الكويت) ، أو الثالثة؛ فقد قتل جيش التحالف من جنده عدداً كبيراً، وجعلوه أخيراً قاعاً صفصفاً، وفرضوا عليه قبل ذلك شروطاً قَبِلَها بهوان، فلا أدري ما معنى عدم هزيمته عند صاحب «هرمجدون» ؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>