للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأكل، وخلفه لهيب يحرق، وأمامه جنة عدن (أي: الشهادة) ، يجرون كالأبطال، رجال حرب، يمشون كل واحد في طريقه، ولا يغيرون سبلهم، ولا يزاحم بعضهم بعضاً، وبين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون» .

حقّ لصدّام أنْ يقع في بلبلة، ولعله -في يوم من الأيام- كاد أنْ يصدق بذلك (١) ؛

إذ أعلن أنه من أهل البيت، وكان ذلك قبل غزو الكويت، وكان يردد -دائماً- عبارة: «سأحرق نصف إسرائيل» ، ونقل ابن أيوب عن (الآشوري) -المهدي الذي يراه- (ص ١٦٨) :

«إنه هو الذي سيستخدمه الرب في القضاء على الشعب اليهودي، وسيحتل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه» ، ويعلق ابن أيوب على (نصف إسرائيل) (٢)

بقوله:


(١) لا يبعد عندي أنّ (صدّاماً) كان مطّلعاً على هذه النصوص، وأنّ حبّ (العظمة) عنده استشرفه لهذا الادّعاء، ثم وجدتُ الأخ الفاضل محمد بن إسماعيل المقدّمي لم يستبعده في كتابه المستطاب «المهدي وفقه أشراط الساعة» (ص ٦١٨) ، قال:

«ولا يبعد أنْ يكون «الآشوري المزعوم» -أو صدام حسين- قد اطَّلع على هذه النصوص، وحسب أنه المهدي المنتظر، وقد يشير إلى هذا الاحتمال إعلانه قبل غزو الكويت أنه من أهل البيت، وإلحاحه على استعمال عبارة: «سأحرق نصف إسرائيل» ؛ فقد قال رشاد فكري في «تفسير حزقيال» : «وسيحتل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه» ، وقال ناشد حنا في «تفسير دانيال» : «وسيستخدم العصا على إسرائيل» ، وقال فكري: «وسيغزو أورشليم في حرب النهاية» .» انتهى.
(٢) هذه التسمية منكرة، وقد شاع على ألسنة الناس في بلاد المسلمين القول في سياق الذمّ: فعلت إسرائيل كذا، وستفعل كذا!
و (إسرائيل) هو رسول كريم من رسل الله؛ وهو (يعقوب) -عليه السلام-، وهو بريء من دولة اليهود الخبيثة الماكرة، إذ لا توارث بين الأنبياء والرسل وبين أعدائهم من الكافرين، فليس لليهود أية علاقة دينية بنبيّ الله (إسرائيل) -عليه السلام-، وهذه التسمية تسيءُ لمفاهيم ديننا، ولا يرضى الله عنها، ولا رسوله، ولا أنبياؤه، ولا سيما (إسرائيل) -عليه السلام-، إذ هم قوم (كفرة) ، وقوم (بهت) ، وإطلاق هذه التسمية عليهم فيها إيذاء له -عليه السلام-، والواجب الحيلولة دون ذلك.
وثبت في «صحيح البخاري» (٣٥٣٣) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؛ يشتمون مذمماً، ويلعنون مذمماً، وأنا محمد» .
والواجب -على الأقل- إغاظتُهم بتسميتهم (يهود) ؛ لأنهم يشمئزون من هذه التسمية، ويفرحون بانتسابهم الكاذب ليعقوب -عليه السلام-، فليس لهم شيء من فضائله ومناقبه -عليه السلام-.
وللشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رسالة مطبوعة بقطر عام ١٣٩٨هـ، بعنوان «الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل» ، وانظر في هذا -أيضاً-: «معجم المناهي اللفظية» (٤٤) للشيخ بكر أبو زيد، ومجلتنا «الأصالة» الغراء/مقالة الشيخ ربيع بن هادي: (حكم تسمية دولة يهود بإسرائيل) /العدد (٣٢) : السنة السادسة/١٥ ربيع الأول/١٤٢٢هـ (ص ٥٤-٥٧) .

ثم وجدت هذا التحذير في كتاب «خرافات يهودية» لأحمد الشقيري (ص ١٣-٣٠) تحت عنوان: (لستم أبناء إبراهيم، أنتم أبناء إبليس) . وانظر كتابي «السلفيون وقضية فلسطين» (ص ١٢-١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>