للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واغوثاه! هكذا بجزم وحسم: (انتصار العراقيين) ! و (تدمير إسرائيل!) -ويا ليت الأمر كان كذلك- ألم يكن بوسعه أن يختار لمسلسله -عفواً لكتابه- غير هذا الاسم؟!

لماذا هذه الجرأة على الغيب؟!

ألم يكن بتصوره أنْ تدور الأحداث على خلاف بيانه الذي نسبه للنبي صلى الله عليه وسلم؟!

لو كان البيان بيانه؛ فهذا شأنه، مع أنه لا يليق (١)

بصاحب الكتاب الجيد «القضاء والقدر» المطبوع في ثلاثة أجزاء! أما أن ينسبه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فواللهِ إن هذا هو الكذب الصراح؛ فقد انقشعت الغيمة، وذاب الجليد، وظهرت الخيبة، فيا حسرة!

قرّر فيه -بالاعتماد على مصادره- «السفياني سينتصر على كل من يُحاربه، ويملك بعد دخول فلسطين، وتحرير القدس مثل مُلْكِ بختنصر ملك


(١) ولكنه مبهور بصنيع أحمد الغماري في كتابه «مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية» ؛ فقد صرّح الدسوقي في مقدمة كتابه الآخر «القيامة الصغرى على الأبواب» -وستأتي كلمة عنه- أنه الذي أولجه هذا الباب، ووضعه في مدينة هذا العلم، ونعت الكتاب بقوله: «القيم الرائد السابق لعصره» ، وقال عن مؤلفه الغماري: «فضيلة الشيخ العالم الحافظ» ، و «الرائد الأول في عصرنا في مجال علم مطابقة النصوص على الأحداث» .

والذي فتح عليه في كتابه هذا هذه الفيوضات! وجعله يضيف إليه البواطيل والترّهات سعيد أيوب في كتابه «المسيح الدجال» ، اسمع إليه وهو يقول في أوله (ص ١٠) : « ... فلما رجعت إلى السنة الشريفة في أبواب الفتن والملاحم وأشراط الساعة، صدق توقّعي إذ وجدتُ فيها أخباراً عن هذه الحرب (يعني: حرب أمريكا وحلفائها ضد العراق) ، واسمها في السُّنة: (أول الملاحم) -وسيأتيك اعتماده، وبيان جرأته-، وأخباراً عن نتيجتها، وما قبلها وما بعدها» ، يقول ... -وهذا هو الشاهد-: «وبفضل الله -تعالى-، ثم بصفحة ونصف من صفحات كتاب «المسيح الدجال» جعلتني أرجع لبعض (أسفار الكتاب المقدس) ؛ فإذا بي أجد أخباراً عن هذه الوقعة المرتقبة» !!

<<  <  ج: ص:  >  >>