للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ خروج ألوية القوات المشتركة لجيش الغرب (الرايات الصليبية) تحت قيادة الأعرج الكندي لهو بدء الملاحم، وهو -لعمر الله- علامة خروج المهدي -عليه السلام-، وإنْ كنا قد عجبنا من رئيس الأركان الأمريكي الأعرج، فلنعجب من نص آخر رواه نعيم -أيضاً- (ص ١٧٤) يصف الأعرج -هذا- بأنه: «ثم يظهر الكندي (الأعرج) في شارة حسنة» ؛ فإذا نظرت إلى «الأعرج» بلباسه العسكرية (١) الحسنة، وما عليه من نياشين وشارات، لا تملك إلاَّ أنْ تقول: سبحان الله!

حقّاً ظهور المهدي على الأبواب؛ فقد ظهر القائد الكندي الجنرال الأعرج» .

قال أبو عبيدة: (الأعرج) هذا (مهم) عند (الخائضين) (المفتونين) ؛ فإنه يوافق مشربهم وطريقة تفكيرهم، فالأول: (كلبي) ، والثاني: (كندي) ! أي: عربي صليبة؛ فهو (كلبي) ، و «هذه النسبة إلى قبائل كلب اليمن (٢) ، أو (كِنْدي) -بكسر الكاف وسكون النون (٣)

-، و «هذه النسبة إلى كِنْدَة، وهي قبيلة مشهورة


(١) كذا في الأصل!
(٢) «الأنساب» (٥/٨٥) للسمعاني.
(٣) لعل صاحب «هرمجدون» ظنه: (كَنَدي) -بفتح الكاف والنون-، من (كَنَدا) نسبة إلى (البلدة) ، وهذا الظن عندي -على ما فيه- أصوب من شرحه السابق، ولله في خلقه شؤون!
ولا ندري ما صلة هذا (الكندي) بـ (يعقوب بن إسحاق الكندي) (منجِّم الرشيد والمأمون) الذي قال عنه ابن خلدون في «تاريخه» (١/٤٢٠) :

«وضَعَ في «القِرَانات الكائنة في الملة» كتاباً سمّاه الشيعة بـ: «الجفر» ، باسم كتابهم المنسوب إلى جعفر الصادق، وذكر فيه -فيما يقال- حَدَثَانَ دولةِ بني العباس، وأنها نهايته، وأشار إلى انقراضِها، والحادثةِ على بغداد أنها تقع في انتصاف المئة السابعة، وأنه بانقراضها يكون انقراض الملة، ولم نقف على شيء من خبر هذا الكتاب، ولا رأينا مَن وقف عليه، ولعله غَرِقَ في كتبهم التي طرحها هلاكو ملك التتر في دجلة عند استيلائهم على بغداد، وقَتْلِ المستعصم آخر الخلفاء، وقد وقع بالمغرب جزء منسوب إلى هذا الكتاب يُسمّونه «الجَفْر الصغير» ، والظاهر أنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>