للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإنّا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، ونسألُه أن يُصلِّيَ على محمدٍ عبدِهِ ورسولِهِ، صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم تسليماً.

أمَّا بعد؛ فإنَّ الله قد تَكفَّل بنَصْر هذا الدين إلى يوم القيامة، وبظهوره على الدين كلِّه، وشهد بذلك، وكفى باللَّه شهيداً، وأخبر الصادقُ المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال طائفةٌ من أمته ظاهرين على الحق لا يضرهم من خَذَلهم إلى يوم القيامة (١) ، وأخبر أنهم بالناحية الغربية عن مكة والمدينة (٢) ، وهي أرضُ الشام وما يليها.

كما أخبرنا أنه لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا التُّركَ، قوماً صِغارَ الأعينِ دُلْفِ الآنُفِ، ينتعلون الشَّعْرَ، كأن وجوههم المِجَانُّ المُطرقة (٣) .

وأخبر أنّ أمتَه لا يزالون يقاتلون الأُمم حتى يقاتلوا الأعورَ الدجَّال (٤) ، حين ينزل عيسى ابن مريم من السماء على المنارة البيضاء شَرْقِيَّ دمشق، فيَقتُل المسلمون جُنْدَه القادمَ معه من يهود أصبهان وغيرهم.

وأخبر صلى الله عليه وسلم أنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلِّ مئة سنة مَن يُجَدِّدُ دينَها (٥) ، ولا يكون التجديد إلاّ بعد استهدام.


(١) أخرجه مسلم (١٩٢٠) عن ثوبان، وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، وجابر بن سمرة، وجابر بن عبد الله، ومعاوية، وعقبة بن عامر، وغيرهم، خرّجتُ أحاديثَهم في تعليقي على «الاعتصام» .
(٢) في حديث سعد بن أبي وقاص الذي أخرجه مسلم (١٩٢٥) : «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» ، وسبق تخريجه والكلام عليه.
(٣) أخرجه البخاري (٢٩٢٨) ، ومسلم (٢٩١٢) من حديث أبي هريرة، وسبق بيان طرقه بالتفصيل، ولله الحمد والمنة.
(٤) كما في حديث النواس بن سمعان الذي أخرجه مسلم (٢٩٣٧) وغيره.
(٥) أخرجه أبو داود (٤٢٩١) وغيره من حديث أبي هريرة، وهو صحيح كما بيّنتُه في تعليقي على «إعلام الموقعين» (٤/٣٢ - بتحقيقي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>