وفي بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني ص ٦١: فأكبر ما وصل إلينا من كتب محمد هو كتاب الأصل المعروف بالمبسوط، وهو الذي يقال عنه: إن الشافعي كان حفظه وألف "الأم" على محاكاة "الأصل" وأسلم حكيم من أهل الكتاب بسبب مطالعة المبسوط هذا قائلا: هذا كتاب محمدكم الأصغر فكيف كتاب محمدكم الأكبر؟ وهو في ستة مجلدات، وكل مجلد منها نحو خمسمائة ورقة، يرويه جماعة من أصحابه مثل أبي سليمان الجوزجاني ومحمد بن سماعة التميمي وأبي حفص الكبير البخاري. وقد قدر الله سبحانه ذيوعا عظيما لهذا الكتاب يحتوي على فروع تبلغ عشرات الألوف من المسائل في الحلال والحرام لا يسع الناس جهلها. وهو الكتاب الذي كان أبو الحسن بن داود يفاخر به أهل البصرة. وطريقته في الكتاب سرد الفروع على مذهب أبي حنيفة وأبي يوسف مع بيان رأيه في المسائل، ولا يسرد الأدلة حيث تكون الأحاديث الدالة على المسائل بمتناول جمهور الفقهاء من أهل طبقته، وإنما يسردها في مسائل ربما تعزب أدلتها عن علمهم. فلو جردت الآثار من هذا الكتاب الضخم لكانت في مجلد لطيف. وتوجد عدة نسخ كاملة منه في خزانات اصطنبول، منها ما هو في ستة مجلدات وهي نسخة مكتبة فيض الله، ومنها ما هو في أربعة مجلدات وهي نسخ مكتبات جار الله وولى الدين وقره مصطفى باشاه ومراد ملا؛ وأقدمها نسخة مراد ملا. وكلها من رواية الجوزجاني. وعدد المجلدات مما يختلف باختلاف الخط. ويوجد في مكتبة الأزهر مجلد من أوله، وفي دار الكتب المصرية