للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عدة مجلدات باسم "الأصل" باسم "كتاب في الفروع" من غير أن تتم بها نسخة واحدة - انتهى ص ٦٢.

وفي ص ١٤ منه: كان أسد بن الفرات خرج من القيروان إلى الشرق سنة اثنتين وسبعين ومائة، فسمع الموطأ على مالك بالمدينة، وكان أصحاب مالك بن القاسم وغيره يحملونه على السؤال عن مسائل حيث كان مالك يتلطف معه ويجيبه عن مسائله دونهم لكونه رحل إليه من بلد بعيد، لكن لما أكثر السؤال أخذ مالك يتضايق من ذلك، حتى قال يوما: سلسلة بنت سلسلة إذا كان كذا كان كذا، إن أردت هذا فعليك بالعراق. وفي لفظ: انه سأل مالكا يوما عن مسألة فأجابه عنها، فزاد أسد في السؤال فأجابه، ثم زاده فقال له مالك: حسبك يا مغربي! إن أحببت الرأي فعليك بالعراق. فوجد أسد أن الأمر يطول عليه عند مالك ويفوته ما يرغب فيه من لقي الرجال والرواية عنهم، فرحل إلى العراق - (إلى أن قال) فسمع أسد بن الفرات بالعراق من أصحاب أبي حنيفة وتفقه عليهم، منهم: أبو يوسف القاضي وأسد بن عمرو البجلي ومحمد بن الحسن وغيرهم من فقهاء العراق، وكان أكثر اختلافه إلى محمد بن الحسن، ولما حضر عنده (أي عند محمد) قال له: إني غريب قليل النفقة والسماع منك نزر والطلبة عندك كثير فما حيلتى؟ فقال محمد: اسمع مع العراقيين بالنهار. وقد جعلت لك الليل وحدك فتبيت عندي وأسمعك. وقال أسد: وكنت أبيت عنده، وينزل إليّ ويجعل بين يديه قدحا فيه الماء ثم يأخذ في القراءة، فإذا طال الليل ورآني نعست

<<  <  ج: ص:  >  >>