ملأ يده ونضح به على وجهي فأنتبه، فكان ذلك دأبه ودأبى حتى أتيت على ما أريد من السماع عليه - اهـ. وكان محمد بن الحسن يتعهده بالنفقة بعد أن علم أن نفقته نفدت، وكان في إحدى المرات أعطاه ثمانين دينارا حينما رآه يشرب من ماء السيل، وسعى في نفقته عندما أراد أسد والانصراف من العراق - في حكاية طريفة يطول ذكرها، وهي مسرودة في الجزء الثاني من "معالم الإيمان في تاريخ القيروان" - اهـ ص ١٥.
وفي ص ١٦ منه: ثم انصرف أسد من العراق بعد أن زقه محمد العلم زقا، ومرَّة في طريقه إلى بلده بالمدينة المنورة ليسأل بها أصحاب مالك عن المسائل التي تلقاها من محمد بن الحسن، ولم يجد عندهم ما يطلبه. . بل أشاروا إليه بالرحيل إلى أصحاب مالك بمصر فارتجل. ولما وصل إلى مصر قصد إلى عبد الله بن وهب وقال له: هذه كتب أبي حنيفة! وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك، فتورع ابن وهب وأبي، فذهب إلى ابن القاسم فأجابه إلى ما طلب؛ فأجاب فيها حفظ عن مالك بقوله، وفيما شك قال: أخال وأحسب وأظن. وتسمى تلك الكتب "الأسدية"؛ ثم رجع بها إلى القيروان، وحصلت له رئاسة العلم بتلك الكتب - وهذا لفظ أبي إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء؛ وأما لفظ "نيل الابتهاج بتطريز الديباج، فهو: أن أسدا أتى إلى ابن وهب وسأله أن يجيبه في مسائل أبي حنيفة على مذهب مالك، فتورع؛ فذهب إلى ابن القاسم، فأجابه عنها بما حفظ عن مالك، وفي غيره يقول: سمعته يقول في مسألة كذا وكذا، ومسألتك مثلها؛ ومنها ما أجابه على