للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أصول مالك. وهذه الأسدية هي أصل مدونة سحنون، أصلح ابن القاسم منها أشياء على يد سحنون - اهـ.

ولفظ ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عند ترجمة عبد الرحمن بن القاسم في المجلد الرابع (١) منه: كان (أسد) سأل محمد بن الحسن عن مسائل، ثم قدم مصر فسأل ابن وهب (٢) أن يجيبه فيما كان عنده منها عن مالك، وما لم يكن عنده عن مالك منها فمن عنده، فلم يفعل، فأتى عبد الرحمن بن القاسم، فتوسع له فأجابه على هذا، فالناس يتكلمون في هذه المسائل - اهـ. ونقل ابن عبد البر نص هذه العبارة في الانتقاء، وابن وهب يغلب عليه الرواية، فمثله لا بدَّ وأن يأبي. وأما ابن القاسم فقد لازم مالكا نحو عشرين سنة بيقظة. وانتباه يسمع منه ويتفقه عليه، ومثله يكون أكثر إقدام على مثل ذلك، والمالكية يفضلونه على باقي أصحاب مالك في الفقه: وأما كلام الناس في مسائل ابن القاسم هذه فلاستبعادهم إظهار هذا المقدار العظيم من المسائل عن مالك بدون كتاب مدوَّن عنده، لكن الحفظ من مواهب الله سبحانه. وذكر في معالم الإيمان: أن أسد ابن الفرات بعد أن أتى ابن وهب مرة بأشهب فسأله عن مسألة فأجابه فقال له أسد: من يقول هذا - مالك أو أبو حنيفة؟ فقال أشهب: هذا من قولى - عافاك الله! فقال له: إنما سألتك عن قول مالك وأبي حنيفة فتقول: هذا قولى؟ فدار بينهما كلام فقال عبد الله بن عبد الحكم الأسد: ما لك


(١) بل هو في المجلد الثاني ق ٢ ص ٢٧٩ من المطبوع - ف.
(٢) وفي الجرح والتعديل المطبوع "عن مسائل، ثم سأل ابن وهب"؛ ليس فيه ذكر "ثم قدم مصر" - ف.

<<  <  ج: ص:  >  >>