للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْوَهم من فكر الخ أَي أَن الْمَعْنى النّظر الى الرب تَعَالَى وَأَتَتْ أَدَاة الى لدفع توهم الِانْتِظَار وَذَلِكَ كَمَا يَقُول المؤولة إِن معنى ناظرة تنْتَظر الثَّوَاب قَوْله وَإِضَافَة لمحل رُؤْيَتهمْ بِذكر الْوَجْه أَي إِنَّه تَعَالَى قَالَ {وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة} الْقِيَامَة فاضاف النّظر الى الْوُجُوه لِأَن العينان فِيهِ ... وَلَقَد أَتَى فِي سُورَة التطفيف أَن الْقَوْم قد حجبوا عَن الرَّحْمَن ... فَيدل بِالْمَفْهُومِ ان الْمُؤمنِينَ يرونه فِي جنَّة الْحَيَوَان

وبذا اسْتدلَّ الشَّافِعِي وَاحْمَدْ ... وسواهما من عالمي الْأَزْمَان

وأتى بذا الْمَفْهُوم تَصْرِيحًا بآ ... خرها فَلَا تخدع عَن الْقُرْآن

واتى بذلك مُكَذبا للْكَافِرِينَ الساخرين بشيعة الرَّحْمَن ... ضحكوا من الْكفَّار يَوْمئِذٍ كَمَا ... ضحكوا هم مِنْهُم على الايمان ... وأثابهم نظرا اليه ضد مَا ... قد قَالَه فيهم اولو الكفران

فلذاك فسره الْأَئِمَّة انه ... نظر الى الرب الْعَظِيم الشان

لله ذَاك الْفَهم يؤتيه الَّذِي ... هُوَ اهله من جاد بالاحسان ...

يُشِير إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة المطففين عَن الْكفَّار {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} المطففين فمفهومه أَن الْمُؤمنِينَ يرونه سُبْحَانَهُ

قَالَ النَّاظِم فِي حادي الْأَرْوَاح {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} أَي عَن رُؤْيَته وَسَمَاع كَلَامه فَلَو لم يره الْمُؤْمِنُونَ ويسمعوا

<<  <  ج: ص:  >  >>