للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. واليه يصمد فِي الْحَوَائِج كلهَا ... واليه يفزع طَالب لأمان ... فاذا انْتَفَت اوصافه وفعاله ... وعلوه من فَوق كل مَكَان ... فزع الْعباد إِلَى سواهُ وَكَانَ ذَا ... من جَانب التعطيل والنكران

فمعطل الْأَوْصَاف ذَاك معطل التَّوْحِيد حَقًا ذان تعطيلان ... قد عطلا بِلِسَان كل الرُّسُل من ... نوح إِلَى الْمَبْعُوث بِالْقُرْآنِ ... وَالنَّاس فِي هَذَا ثَلَاث طوائف ... مَا رَابِع ابدا بِذِي امكان

إِحْدَى الطوائف مُشْرك بالهه ... فاذا دَعَاهُ دَعَا الها ثَانِي

هَذَا وَثَانِي هَذِه الاقسام ذَا ... لَك جَاحد يَدْعُو سوى الرَّحْمَن

هُوَ جَاحد للرب يَدْعُو غَيره ... شركا وتعطيلا لَهُ قدمان

هَذَا وثالث هَذِه الْأَقْسَام خير الْخلق ذَاك خُلَاصَة الانسان ... يَدْعُو الاله الْحق لَا يَدْعُو سوا ... هـ قطّ فِي الاكوان والأزمان ... يَدعُوهُ فِي الرغبات والرهبات والحالات من سر وَمن اعلان ...

لما ذكر فِي هَذَا الْفَصْل أَن الشّرك والتعطيل متلازمان ذكر أَن النَّاس ثَلَاث طوائف أَحدهَا الْمُشْركُونَ وهم الَّذين جعلُوا مَعَ الله إِلَهًا آخر وَالثَّانيَِة الجاحدون الَّذين يدعونَ غير الله ويمجدونه وَهَؤُلَاء قد جمعُوا الشّرك والتعطيل وَالثَّالِثَة الموحدون خُلَاصَة الانسان الَّذين يدعونَ الله سُبْحَانَهُ فِي الرغبات والرهبات وَجَمِيع الْحَالَات ثمَّ قَالَ ... توحيده نَوْعَانِ علمي وقصدي كَمَا قد جرد النوعان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>