لما ذكر النَّاظِم قَول الْقَائِلين بِأَن الرّوح عرض وَالْعرض لَا يقوم بِنَفسِهِ بل لَا يقوم إِلَّا بِغَيْرِهِ كالألوان أَي كَمَا ان الالوان الَّتِي هِيَ الْأَعْرَاض كالحمرة والصفرة والخضرة وَنَحْوهَا لَا تقوم الا بجسم فاذا كَانَت الرّوح عرضا لَا تقوم بغَيْرهَا وَفَارَقت الْجِسْم بطلت صِفَات الْجِسْم والرسالة صفة للرسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيلزمهم ان الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما مَاتَ انْتَفَت صفة الرسَالَة فَلَمَّا رَأَوْا شناعة هَذَا اللَّازِم فروا إِلَى القَوْل بِأَن الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيّ فِي قَبره حكياته على وَجه الأَرْض وَهَذَا معنى قَول النَّاظِم وَلأَجل هَذَا رام نَاصِر قَوْلكُم ترقيعه الخ فاحتج النَّاظِم عَلَيْهِم بِأَن الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو كَانَ حَيا فِي الضريح كحياته قبل الْموَات فَأَي حَاجَة إِلَى دَفنه بل يكون فَوق الارض وَهَذِه سنة الله فِي الْأَحْيَاء وَكَيف يكون حَيا تَحت الارض كحياته على وَجههَا ثمَّ لَا يُفْتِي أَصْحَابه بالشرائع وَلَا يرِيح امته من الآراء والاختلافات الْعَظِيمَة الَّتِي حدثت بعده فان كَانَ عَاجِزا عَن النُّطْق وَالْجَوَاب وَالْحَرَكَة فَمَا الْحَيَاة الَّتِي اثبتموها
قَوْله الرجمان هُوَ جمع رجم بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ الْقَبْر