للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. حملُوا عَلَيْكُم كالسباع اسْتقْبلت ... حمرا معقرة ذَوي أرسان

صالوا عَلَيْكُم بِالَّذِي صلتم بِهِ ... أَنْتُم علينا صولة الفرسان

لَوْلَا تحيزكم الينا كُنْتُم ... وسط العرين ممزقي اللحمان

لَكِن بِنَا استنصرتم وبقولنا ... صلنا عَلَيْهِم صولة الشجعان

وليتم الاثبات اذ صلتم بِهِ ... وعزلتم التعطيل عزل مهان

وأتيتم تَغْزُونَا بسرية ... من عَسْكَر التعطيل والكفران

من ذَا بِحَق الله أَجْهَل مِنْكُم ... وأحقنا بِالْجَهْلِ والعدوان

تالله مَا يدْرِي الْفَتى بمصابه ... وَالْقلب تَحت الْخَتْم والخذلان ...

قَوْله لَوْلَا تحيزكم الينا الخ يَعْنِي إِن الْمُتَكَلِّمين فِي بعض الْأَحْوَال يتحيزون الى المثبتة وَأهل الحَدِيث كَمَا صنف الامام أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ المصنفات الْكَثِيرَة بعد رُجُوعه عَن مَذَاهِب الْمُعْتَزلَة فِي نصْرَة اهل السّنة واصحاب الحَدِيث كالإبانة فِي أصُول الدّيانَة ومقالات الاسلاميين ورسائل الثغر وَغير ذَلِك وكما قَالَ الْفَخر الرَّازِيّ فِي آخر مصنفاته وَهُوَ كتاب أَقسَام اللَّذَّات لقد تَأَمَّلت الطّرق الكلامية والمناهج الفلسفية فَمَا رَأَيْتهَا تشفي عليلا وَلَا تروي غليلا وَرَأَيْت أقرب الطّرق طَريقَة الْقُرْآن اقْرَأ فِي الاثبات {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} طه واليه يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ فاطر واقرأ فِي النَّفْي لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير الشورى {وَلَا يحيطون بِهِ علما} طه وَمن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي

<<  <  ج: ص:  >  >>