للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. إِن كَانَ رَبك وَاحِدًا سُبْحَانَهُ ... فاخصصه بِالتَّوْحِيدِ مَعَ إِحْسَان

إِن كَانَ رَبك وَاحِدًا أنشاك لم ... يشركهُ اذ أنشأك رب ثَان

فكذاك أَيْضا وَحده فاعبده لَا ... تعبد سواهُ يَا أَخا الْعرْفَان

والصدق تَوْحِيد الارادة وَهُوَ بذ ... ل الْجهد لَا كسلا وَلَا متوان

وَالسّنة المثلى لسالكها فتو ... حيد الطَّرِيق الْأَعْظَم السُّلْطَان

فلواحد كن وَاحِدًا فِي وَاحِد ... أعنى سَبِيل الْحق والايمان

هذي ثَلَاث مسعدات للَّذي ... قد نالها وَالْفضل للمنان

فاذا هِيَ اجْتمعت لنَفس حرَّة ... بلغت من العلياء كل مَكَان

لله قلب شام هاتيك البرو ... ق من الْخيام فهم بالطيران

لَوْلَا التعلل بالرجاء تصدعت ... أعشاره كتصدع الْبُنيان

وتراه يبسطه الرَّجَاء فينثني ... متمايلا كتمايل النشوان

وَيعود يقبضهُ الاياس لكَونه ... مُتَخَلِّفًا عَن رفْقَة الْإِحْسَان

فتراه بَين الْقَبْض والبسط اللذا ... ن هما لأفق سمائه قطبان

وبدا لَهُ سعد السُّعُود فَصَارَ مسراه عَلَيْهِ لاعلى الدبران ... لله ذياك الْفَرِيق فانهم ... خصوا بخالصة من الرَّحْمَن ... شدت ركائبهم الى معبودهم ... وَرَسُوله يَا خيبة الكسلان ...

شرع النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي النَّوْع الثَّانِي من تَوْحِيد الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَهُوَ تَوْحِيد الْعِبَادَة وَالْعِبَادَة فِي اللُّغَة الذل يُقَال بعير معبد أَي مذلل وَطَرِيق معبد إِذا كَانَ مذللا قد وطئته الْأَقْدَام

<<  <  ج: ص:  >  >>