للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَكَذَلِكَ الشَّيْطَان يصطاد الَّذِي ... لَا يذكر الرَّحْمَن كل اوان

وَالذكر أَنْوَاع فأعلى نَوعه ... ذكر الصِّفَات لربنا المنان

وثبوتها أصل لهَذَا الذّكر والنافي لَهَا دَاع الى النسْيَان ... فلذاك كَانَ خَليفَة الشَّيْطَان ذَا ... لَا مرْحَبًا بخليفة الشَّيْطَان

والذاكرون على مَرَاتِبهمْ فأعلاهم اولو الايمان والعرفان ... بصفاته العلياء اذ قَامُوا بِحَمْد الله فِي سر وَفِي إعلان

وأخص أهل الذّكر بالرحمن أعلمهم بهَا هم صفوة الرَّحْمَن ... وكذاك كَانَ مُحَمَّد وَأَبوهُ ابراهيم والمولود من عمرَان

وكذاك نوح وَابْن مَرْيَم عندنَا ... هم خير خلق الله من انسان

لمعارف حصلت لَهُم بصفاته ... لم يؤتها اُحْدُ من الانسان

وهم اولو الْعَزْم الَّذين بِسُورَة ال أحزاب والشورى اتوا بِبَيَان ... وَكَذَلِكَ الْقُرْآن مَمْلُوء من ال أَوْصَاف وَهِي الْقَصْد بِالْقُرْآنِ

ليصير مَعْرُوفا لنا بصفاته ... وَيصير مَذْكُورا لنا بجنان

ولسان ايضا مَعَ محبتنا لَهُ فلأجل ذَا الاثبات فِي الايمان ... مثل الاساس من الْبناء فَمن يرم ... هدم الاساس فَكيف بالبنيان ...

يَعْنِي النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى أَن الذّكر أَنْوَاع فأعلاها ذكر الصِّفَات وَثُبُوت صِفَاته سُبْحَانَهُ أصل لهَذَا الذّكر ونافي الصِّفَات دَاع الى نسيانها وَهُوَ خَليفَة الشَّيْطَان والذاكرون على مَرَاتِب فأعلاهم أولو الايمان

<<  <  ج: ص:  >  >>