للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْله فَهُوَ الْمُقدم فِي محبتنا الخ يُشِير الى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى أكون احب اليه من وَلَده ووالده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ وَقَول عمر رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله لأَنْت أحب الي من كل شَيْء إِلَّا من نَفسِي فَقَالَ لَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ حَتَّى أكون أحب اليك من نَفسك فَقَالَ عمر إِنَّك الْآن احب الي من نَفسِي فَقَالَ الْآن يَا عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ

قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى ... وَنَظِير هَذَا قَول أَعدَاء الْمَسِيح من النَّصَارَى عابدي الصلبان

انا تنْقصنَا الْمَسِيح بقولنَا ... عبد وَذَلِكَ غَايَة النُّقْصَان

لَو قُلْتُمْ ولد إِلَه خَالق ... وفيتموه حَقه بوزان

وكذاك أشباه النَّصَارَى مذغلوا ... فِي دينهم بِالْجَهْلِ والطغيان

صَارُوا معادين الرَّسُول وَدينه ... فِي صُورَة الأحباب والاخوان ...

أَي وَنَظِير غلوهم فِي الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غلو عباد الصَّلِيب من النَّصَارَى فِي الْمَسِيح لما قَالَ لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ان الْمَسِيح عبد فَقَالُوا لَهُ تنقصت الْمَسِيح وعبته وَقد تقدم من كَلَام النَّاظِم فِي شرح منَازِل السائرين مَا يَتَّضِح بِهِ فِي معنى هَذِه الأبيات فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله والشرك فاحذره فشرك ظَاهر الخ ... فَانْظُر الى تبديلهم توحيده ... بالشرك وَالْإِيمَان بالكفران

وَانْظُر الى تجريده التَّوْحِيد من ... اسباب كل الشّرك بالرحمن

واجمع مقالتهم وَمَا قد قَالَه ... واستدع بالنقاد والوزان

عقل وفطرتك السليمة ثمَّ زن ... هَذَا وَذَا لَا تطغ فِي الْمِيزَان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>